من علم عبد الناصر شرب السجائر عمر طاهر أدب عربي•أدب ساخر وضع محرج•عنده ضيوف - حكايات صديقة للبيئة•صنايعية مصر: الكتاب الثاني•بعد ما يناموا العيال•نظرية برما•كحل و حبهان•جر ناعم - الكرمة•كتاب المواصلات : حكايات شخصية لقتل الوقت•ألبومات عمر طاهر الساخرة•اثر النبي - ط الكرمة•صنايعية مصر - مشاهد من حياة بعض بناة العصر الحديث•عودة الديناصورات•انفينيتى•اذاعة الاغانى

قصة في دقيقة•في سبيل الشنكحور•عودة الحمار•خوخة السعدان•السعلوكي في بلاد الأفريكي•وداعا للطواجن•بلاد تشيل و بلاد تحط•الصحصاح ابن كحكوح•حكايات قهوة كتكوت•قضية حبطه•أمريكا يا ويكا•السيد اللي واء

من علم عبد الناصر شرب السجائر

متاح

ما الهدف من هذا الكتاب؟ سؤال فشلت في الإجابة عنه في أول شهر عمل. كنت أهرب من علامة استفهام كبيرة تقفز في وجهي كلما جلست إلى المكتب، ثم كبرت في مرَّة لدرجة أنها التهمتني، فركنت كل ما أنجزته، وتفرَّغت لسقاية مزروعات البلكونة، وتوصيل الأطفال إلى منزل جدتهم، والتجول في الشوارع الجانبية بلا هدف، ومحاولة التعرف عبر الإنترنت على أفضل تمارين إزالة الكرش، والتنقل بين أرفف نادي فيديو نتفليكس، وانتظار ساعة وائل علام على إذاعة البرنامج الموسيقي صباحًا، ونصف ساعة محمد فوزي على إذاعة الأغاني مساءً، وشراء مواد طلاء وفرشة لتلوين مفاتيح الكهرباء في غرفتي، ومحاولة تخمين كيف ستكون حالتي الصحية عندما أبلغ السبعين، وكيف يجب الاستعداد لها مبكرًا، فاشتريت جوز دمبلز للتمرين ثلاث مرات يوميًّا، واستكشاف المطاعم المهجورة، وتأمل بلكونات الناس، وتخمين القانون الذي ترص به كل أسرة غسيلها. كنت أساعد الوقت على أن يمر سريعًا في انتظار أن تظهر أي ملامح لخطوتي القادمة بعد أن فسد هذا المشروع. وبعد عدة أسابيع حدث أن افتقدت ما كنت أفعله: القفز بين الكتب والصحف القديمة، ومحاولة استخراج تاريخ من هوامش كتب التاريخ، واصطياد معلومة تبدو بلا قيمة، وتلميعها حتى تصبح اكتشافًا، والتلصص واصطياد نميمة مهملة بين السطور... فعدت إلى المكتب، وغيَّرت وضعه، ثم قررت أن أواصل العمل مكتفيًا بمتعة المذاكرة والاكتشاف، مؤجلًا الإجابة عن سؤال الهدف. بعد فترة، شعرت أنني أُشبه صبيًّا وجد صالة المنزل مشتعلة بالمشاحنات والتحفز المتبادل والتخوين والاتهامات والأصوات عالية التوتر، صبيًّا يرى صالة منزله في أسوأ حالاتها منذ استقر بها، فقرر أن يهرب من هذا الجحيم إلى غرفته الصغيرة، ثم أمسك بكرتونة المكعبات الملونة، وأفرغ كل ما بها على الأرض، وجلس يصنع من هذه المكعبات أشكالًا تسمح له باستعادة لياقته النفسية، أشكالًا لا هدف منها سوى أن يجد فيها أمثاله - الفارين من جحيم الصالة - ما يؤنسهم قليلًا. هذه المكعبات هدية لك يا صديقي، محاولة لالتقاط الأنفاس، فأهلًا بك في غرفتي الصغيرة، ومعلش بس رجاء صغير وأنت تدخل: «اقفل الباب وراك». عمر

تعليقات مضافه من الاشخاص

كتب لنفس المؤلف

صدر حديثا لنفس التصنيف

الاكثر مبيعا لنفس التصنيف