ارتواء بسمة هنداوي اسرتني حياء

ارتواء

متاح

كَم غرَّت الدنيا أبناءَها ، فقطعوا لأجل نوالها أرحاما ، وانتهكوا أعراضا ، وتعدَّوا حدودا ، وظلموا إخوانا .. فلم تلبث إلا قليلا وانقشعت عنهم بزخرفها كسحابة صيفٍ و تركت لهم إرثاً من الهموم لا ينقطع وعذاباً بئيساً بما كانوا يعملون وكم كشرت أنيابها عن أناسٍ فشدَّت عليهم وَطْأَتها ، وسلطتْ عليهم ذئابها ، غير أنهم صبروا وصابروا يرمقون بعيونهم وعد الله والدار الآخرة فلم يمضِ إلا قليلا وانقشع غيمها وبقي لهم وعدُ الله وثوابه العظيم .. فالأمر كله صبر ساعة...والحال كما قال القائل أَرَى أشقياءَ الناس لا يسأَمونها .. على أنّهم فيها عُرَاةٌ وَ جُوَّعُ .أراها وإِن كانت تُحَبُّ فإنها ... سحابةُ صيفٍ عن قليلٍ تَقَشَّعُ . ولّت سحابة الصيف مدبرة تُردِفُ وراءها للمنخدعين بها ريحٌ فيها عذابٌ أليم وتردِفُ أيضاً وراءها للصابرين عنها سحاباً ثقالاً سيق إلى قلوبهم فرواها ارتواءً لا يظمأون بعده أبدا.

تعليقات مضافه من الاشخاص

كتب لنفس المؤلف