دانيل كيلمن

دانيال كيلمان (ولد في ١٣. كانون الثاني (يناير) 1975 في ميونيخ) كاتب ألماني - نمساوي يعيش في نيويورك وبرلين.حقق كتابه «أنا وكامينسكي» (بالألمانية: Ich und Kaminski)‏ نجاحًا عالميا في عام 2003، كما أصبحت روايته «مسح العالم» (بالألمانية: Die Vermessung der Welt)‏ المنشورة عام 2005 واحدة من أعظم نجاحات الأدب الألماني في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية. يخترع كيلمان أبطاله وقصصهم ويضع نفسه والقارئ - في نوع من التجربة - من منظورهم. عادة ما يكون أبطاله شخصيات متطرفة بطريقة أو بأخرى: سطحيون للغاية وعبثا كما في رواية «أنا وكامينسكي»، أو موهوبين للغاية ومعزولين كما في «زمن ماهلر». تنشأ الحبكة من من مسألة ما إذا كانت هذه الشخصيات المتطرفة تفشل، وكيف. في مقال لصحيفة فرانكفورتر ألغيماينه في عام 2011 أكد كيلمان على مدى تأثره بـ إي إل دكتورو. يعيش أبطال كيلمان في واقع يبدو مألوفًا للناس، ويصظدمون وفي نفس الوقت بحدود هذا الواقع، ففي قصة «مخيلة بيرهولم» (بالألمانية: Beerholms Vorstellung)‏ يعتقد ساحر المسرح فجأة أنه قادر على السحر، وفي زمن ماهلر يتوصل عالم شاب إلى معادلة تمكنه من إلغاء الوقت، وفي روايته «مجد» (بالألمانية: Ruhm)‏ يزيد كيلمان من حدة الواقعي عبر الخلط بين الخيال والمتخيّل.من وجهة النظر الأدبية تصنف كتابات كيلمان تحت تعريف «الواقعية السحرية»، وبالتالي تضمن في تقليد يعود إلى عشرينيات القرن الماضي يضم كتابا مثل ألفريد كوبين وألكسندر ليرنت هولينيا وليو بيروتس، وأيضًا مؤلفين من أمريكا اللاتينية مثل غابرييل غارسيا ماركيز. وإذا أمكن اعتبار هذا التصنيف متماسكًا حتى روايته «المكان البعيد» (بالألمانية: Der ferne Ort)‏، فإن روايته «أنا وكامينسكي» لا تنتمي إلى هذا الصنف. هناك يستشعر البطل، وهو شخص وصولي سطحي، بفرصة مواتية مع قرب موت الرسام المعروف كامينسكي ليثبت نفسه ناقدا فنيا من خلال كتابة سيرته الذاتية. في المواجهة مع الفنان الناضج يدرك البطل أخيرًا مدى ضآلة حياته السابقة.رواية «مسح العالم»، الصادرة في أبريل 2007، هي أنجح روايات كيلمان، حيث بلغت مبيعاتها حوالي 2.3 مليون نسخة في البلدان الناطقة بالألمانية وحدها. وفي قائمة نيويورك تايمز للكتب الأكثر مبيعًا في العالم لعام 2006 جاءت في المرتبة الثانية. تحكي الرواية سيرتيّ الباحثَين ألكسندر فون هومبولت وكارل فريدريش جاوس اللتان رافقهما ظهور عدة اختراعات حديثة، وتعد رواية عن ظهور العلم الحديث وعن الحركة الكلاسيكية الألمانية. كتب النص بصيغة الشخص الثاني (هو)، مما يخلق مجموعة متنوعة من التأثيرات الكوميدية والساخرة. من جانب آخر تعرض العمل لهجوم حاد من بعض المؤرخين الذين انتقدوا تصوير الأبطال وزمانهم.في 19. في يناير 2009، نُشر كتاب كيلمان "مجد، رواية في تسع قصص" التي أثارت ضجة إعلامية قبيل نشرها، حيث نشرت صحيفة فرانكفورتر ألغيماينه في ديسمبر 2008 مقتطفات من العمل ومقابلة مع المؤلف، وهذا دفع مجلة دير شبيجل إلى نشر مقتطفات مع تعليقات أدبية في الخامس يناير 2009، فرفعت دار نشر روهفولت قضية على المجلة لانتهاكها فترة الحجب بنشر المراجعات قبل تاريخ 19 يناير 2009، مطالبة بغرامة جزائية قيمتها 250.000 يورو ثم سحبت الدعوى بعد ذلك بشهر. ليس بشهر، وسحبت الدعوى في مايو 2010. تضاربت مواقف النقاد من الرواية، فوضعها بعضهم في مصاف الأدب العالمي، في حين اعتبرها البعض لا تتجاوز النثر اللغوي الألماني، ودفع الجدل إلى ظهور مقالة نادرة المثيل في "نقد النقد" في صحيفة فرانكفورتر ألغيماينه في 18 فبراير 2009. عندما سُئل كيلمان في مقابلة عن الاستجابة الأدبية النقدية لروايته وحول "بدائل الممارسة النقدية الأدبية الحالية"، أجاب: "الأمر يشبه ما يحدث مع أطباء الأسنان، فأحيانًا تتساءل عن سبب وجود أشخاص يقومون بهذه الوظيفة طواعية، إلا أن المرء ليس بوسعه أن يطالب بإلغاء هذه المهنة. مع ذلك، لا يمكن إنكار أن أطباء الأسنان عادة ما يكونون أفضل تدريبًا للمهنة. حتى منتصف فبراير 2009 بيعت حوالي 300000 نسخة من الكتاب وبلغ المركز الأول في قوائم مجلة دير شبيغل للكتب الأكثر مبيعا في ألمانيا، وكان العاشر في قائمة دير شبيغل للكتب الأكثر مبيعا في البلاد عام 2009.في أغسطس 2013 ظهرت روايته «ف» (بالألمانية: F.)‏ التي تحكي قصة ثلاثة إخوة كاذبين ومضلّين ومنافقين، وقد أدرجت الرواية في القائمة الطويلة لجائزة الكتاب الألمانية لعام 2013. وشأن روايات كيلمان السابقة، وصلت الرواية بعد فترة وجيزة من نشرها إلى رأس قائمة دير شبيغل للكتب الأكثر مبيعًا.في خريف 2016 نُشرت قصته «كان ينبغي عليك أن تذهب» (بالألمانية: Du hättest gehen sollen)‏ وفي عام 2020 حوّلت الرواية إلى فيلم من تأليف ديفيد كوب.في عام 2017 نشرت روايته «تيل» (بالألمانية: Tyll)‏، وتحكي سيرة متخيلة لبطل الأدب الشعبي الألماني تيل أويلنشبيغل. في هذا العمل الروائي غير الخطي يستند كيلمان إلى القصص المحكية حول أويلنسبيجل، وتدور أحداث الرواية على خلفية حرب الثلاثين عامًا، وتظهر فيها بعض الشخصيات السياسية من تلك الفترة مثل فريدريش الخامس ملك بوهيميا وزوجته إليزابيث ستيوارت، وملك السويد غوستاف الثاني أدولف وكذلك شخصيات مدنية مثل أثناسيوس كيرشر أو بول فليمنغ).مقارنة بقصص تيل أويلنشبيغل السابقة، يؤكد كيلمان على المشقة والفقر في حياة المهرّج في القرن السابع عشر، باعتبارهما ثمنا للحرية المرتبطة بها.

كتب للمؤلف
;