هو جار الله أبو القاسم محمود بن عمر بن محمد بن عمر الخوارزمي الزمخشري، وهو من أئمة العلم بالدين والتفسير والأدب واللغة، ولد في زمخشر في تركمانستان سنة 476هـ، نشأ محبًا للعلم منذ صغرهفما إن وصل إلى سن الطلب رحل إلى بخارى لطلب العلم وهناك قطعت رجله، فجعل له رجلًا من خشب يستعين بها في المشي، وقد قال في سبب قطع رجله متندرًا أن ذلك بسبب دعاء والدته عليه وذلك أنه كان يلهو بعصفور في صغره فانفلت منه ودخل في خرق فأخذ يجذبه حتى قطعت رجله فتأثرت أمه بذلك أثرًا شديدًا وماكان منها غير أن تناولته بالدعاء بأن تقطع رجله كما فعل بالعصفور، فلمّا كبُرَ وسار على دابّته طلبًا للعلم سقط عنها فأصيبت واعتورت بما يوجب قطعها، ومن ذلك الوقت كانت بدايته، إذ فتح الله عليه من العلم ما لم يَفتح على غيره من أبناء عصره وبلده، فكان أعلم الفضلاء العجم بالعربية وأكثرهم أنسًا واطّلاعًا، وقد أصبح مضرب مثل في علمه وأدبه وشغفه به وإقباله عليه.[٣]
كتب للمؤلف