شارلوت برونتى

  شارلوت برونتي هي روائية وشاعرة إنجليزية ، وهي الأكبر بين أخوات برونتي الثلاث الذين نجوا حتى سن الرشد وأصبحت رواياتهم كلاسيكيات اللغة الإنجليزية المؤلفات ولدت برونتى في عام 1816 و نشأت في العصر الڤيكتوري، الذي تميز بقوة اقتصاده و ازدهاره بعد الثورة الصناعية؛ مما أدى للقليل من التحسن في المعيشة لكل الطبقات. و لكن مع ذلك ثمة أشياء لا تتأثر و لا تتفتح إثر تلك الثورات. فظلت الطبقات الشعبية تعيش بأقل الأجور وظلت النساء لا يُسمح لهن بملاحقة أحلامهن لتحرقهن نار الشغف بلا مبالاة من المجتمع.وكأنما يحق للمجتمع كتابة أقدارهن، و كل ما عليهن هو الاستسلام لها و تقبلها، في حال أننا مازلنا حتى يومنا هذا نرفض و نحارب هذه المفاهيم الاستبدادية. ولكون برونتى إمرأة من الطبقة الكادحة أمست الكتابة حليفتها. كانت المدرسة تجربة قاسية ومروعة لشارلوت و شقيقاتها، كنّ يُعاقبن لأدنى الأخطاء؛ حرمان من الطعام و إهانة دائمة من قِبَل المعلمات. وبسبب بعض الأمراض المنتشرة وعدم تدفئة الغرف ماتت واحدة من أقرب أصدقاء شارلوت إثر وباء التيفود الذي اجتاح المدرسة. أثرت هذه التجربة على شارلوت بشدة، تركت في صحتها النفسية آثارا لم يُمحيها الزمن؛ لذلك أخرجهن والدهن من لمدرسة  تزوجت في عام 1854 من رجل  لم يشاركها حبها للكتابة، لكنها كانت سعيدة لكونها واقعة في الحب وتعيش حياة طبيعية كزوجة. بدأت كتابًا أخير أثناء حملها، ‘ايما’، و لكنها توفت في 1855 إثر وعكة صحية، تاركة لنا سيرة و مؤلفات مؤثرة في الكثير من الأجياللتؤكد أن التفكر واحترام الاختلافات التي يقدمها لنا الزمن ما هي إلا بوابة لمستقبل آتٍ لا محال.  ما ألهمها لتصبح كاتبة؟بعد العودة للمنزل تعودت شارلوت خلق القصص والعوالم مع أختها كنوع من أنواع مواكبة أحداث المدرسة أو الهروب منها؛ فالصحة النفسية في تلك الأزمنة لم تكن مفهومة ومُقدرة. لذلك، كان الناس يحاولون نسيان ما مروا به ظناً أن هذا سينهي الموضوع. ولكن مع الوقت تحولت هذه الهواية الى شغف يدفع شارلوت للاستمرارية وللدفاع عن حريتها وأفكارها ومجابهة الظلم والاستبدادية ضد النساء والطبقات البسيطة. لكن بعدما مرض والدهن قررت شارلوت استكمال دراستها والعمل كمعلمة في المدرسة ذاتها لتساعد عائلتها. و لكنها في سنتها الأخيرة في المدرسة انتهت من أول قصة قصيرة لها. مع الوقت قابلت شارلوت شخصيات ألهمتها لتكتب عنهم في روايتها الشهيرة جين ايير. تحقق حلمها بعد فترة ولكن مجابهة مجتمع يعتقد أن المرأة لن تنجح في الحياة العملية ليست بشيء سهل، لذلك قررت الأختان شارلوت و آن برونتى أن يستخدما اسمان لرجال حتى تزداد مبيعات رواياتهن ودواوينهن الشعرية. سعت شارلوت برونتى لِتنشر دواوين شعرها تحت اسم ‘كورير أكتون بيل’ حتى تتمتع باحترام و تقبل مؤقت من المجتمع و تحملت هي تكاليف النشر.

كتب للمؤلف
;