علاء الأسواني

ولد “علاء الأسواني” في 27 مايو من عام 1957م، وسط عائلة ثقافية مرموقة، فوالده هو الأديب الأسواني الكبير “عباس الأسواني” صاحب رواية “أسوار الحياة”، والذي حصل على جائزة الدولة التقديرية للرواية والأدب عام 1972م، وأمه كانت من عائلة أرستقراطية كبيرة، فعمها كان وزير التعليم قبل ثورة 23 يوليو 1952م نشأ علاء الأسواني في كنف تلك العائلة المُثقفة، في وسطٍ فِرنسيّ الثقافة، فقد كانت اللغة الفرنسية هي لغته الثانية، وكان الابن الوحيد، ولذا حرص الوالدان على أن ينال ابنهما الوحيد أفضل تعليم ممكن، فحين كان يُسأل عن عائلته كان يقول: “إنني محظوظ جدًا لأني نشأت في وسط تلك العائلة، فقد كنتُ الابنَ الوحيد، ولذا كان اهتمام والديّ بي اهتمامًا بالغًا، من حيث التربية والتعليم والثقافة”. بدأ علاء الأسواني بقراءة الكتب، وذلك بتشجيع من والده، فقرأ في الأدب العربي والفرنسي والألماني والإنجليزي والروسي، وكان والده ينتقي له أفضل الكتب والكُتاب ليقرأ، وكانت له قصة عجيبة مع أدبيات “دوستويفسكي” الأديب الروسي؛ فعندما بلغ الـ 20 سنة، كان يريد أن يقرأ رواياته، فرفض والده ذلك معللًا أنه لن يفهم أدبياته الآن.وفعلًا التزم الأسواني بذلك، وقرأ دوستويفسكي حين كبر، وقال عن تلك اللحظة: “اكتشفت أن هناك أناسًا قرأوا دوستويفسكي، وأناسًا لم يقرأوا له”، وكان يقصد بالقسم الثاني هؤلاء الذين يقرأونه فقط من باب الاطلاع والثقافة، دون أن يعيشوا اللحظة وتجارب الكاتب الروسي.تعلّم الأسواني لغات أُخرى، فصار يتقن بجانب العربية عدة لغات، وهي الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإسبانية، مما فتح آفاقًا من المعرفة أكثر له فصار أديباً متعدد الألسن والقراءات، وقد ساعده ذلك في مرحلة الكتابة فيما بعد. أتم دراسته الثانوية في “مدرسة الليسيه الفرنسية” في مصر، وحصل على البكالوريوس من كلية طب الفم والأسنان جامعة القاهرة عام 1980م، ثم سافر للدراسة في شيكاجو بأمريكا، حيث جامعة “إلينوي” ليحصل على شهادة الماجستير فقط في 11 شهرًا، وقد حدثت له عدة مواقف في أمريكا أثّرت مخيلته الروائية بكثير من الإبداع السرديّ فيما بعد، بجانب تلك التجارب التي ظهرت في رواياته وبعد انتهاء البعثة عاد الأسواني إلى مصر، وعمل طبيبَ أسنان، وله عيادته الخاصة في جاردن سيتي، وبعد فترة من عودته إلى مصر أراد أن يخوض رحلة الكتابة، والتي بدأت بالقصص القصيرة فكانت أولى أعماله هي “الذي اقترب ورأى” ولم تُحقق أعماله الأولى النجاح الملحوظ، حتى جاء عام 2002م، حين كتب رواية “عمارة يعقوبيان”، والتي نشرت مع دار الشروق، فحققت نجاحًا جماهيريًا لا مثيل له، بل وتعد -بشهادة الكاتب أحمد خالد توفيق- علامة فارقة في تاريخ أدب الرواية العربية لربما كان المُلهم الأول والأساسي لعلاء الأسواني ليصبح كاتبًا هو والده الأديب عباس الأسواني والذي وصفه في لقاء له بـ “الوالد الرائع”، فقد نشأ الأسواني الصغير بجانب الكتب وبجوار والده صاحب الأسوانيات، فلِمَ لا يكون مثل والده؟ فقد عقب الأسواني على ذلك السؤال قائلًا: “منذ الطفولة وأنا أحلم أن أكون كاتبًا، هو حلمي بسبب والدي، لطالما كنت أشعر بأني ولدت لأكون كاتبًا .فعندما كان والده يكتب، كانت أمه تقول له: “والدك الآن يكتب، ابقَ هادئًا”، فتلك الجملة هي التي طبعت ذلك الشغف بالكتابة في نفس علاء الأسواني ليصير مثل والده، فقد وصف والده وقت الكتابة بأنه حين كان يجلس معهم، يكون معهم جسدًا أما روحًا وعقلًا ففي عالم آخر.

كتب للمؤلف
;