الجدتان دوريس ليسينج سجون نختار ان نحيا فيها•الدفتر الذهبى•الأنثى•الحلم الجميل•مذكرات من نجا•ألفرد و إميلي

الجدتان

غير متاح

ظلمة باردة حلّت فوق ساحة اللعب في فناء المدرسة، فيما أخبرت أصوات مجموعتين من الأطفال الأشخاص القادمين عند البوابة الكبيرة، بالوجهة التي ينبغي لهم أن يسددوا إليها نظراتهم: فقد كان يصعب تمييز هذا عن ذلك. غير أن الأطفال في المجموعة الأكبر كانوا قادرين بوحي من المشاركة، على من معرفة من حضر إليهم وسط الوافدين، فكانوا يندفعون واحداً واحداً، أو اثنين اثنين، كي يؤخذوا إلى البيت. وفي وسط الساحة، كان هناك طفلان بمفردهما تحيط بهما جدران عالية ومن فوقها زجاج مكسور.كان الطفلان يحدثان الكثير من الضوضاء. وكان طفل صغير يضرب الهواء أو يركله، وهو يصبح: Andquot;لقد نسي. قلت لها أنه سينسىAndquot;، فيما حولت الفتاة أن تسليه وتهدئ من روعه. كان طفلاً ضخماً، أما هي فنحيفة، ذات شعر مجدول بضفيرتين مريبتين، بارزتين، وشرائط وردية، مبللة ومرتخية. كانت أكبر منه سناً، ولكن ليست أضخم جسداً. لكن لأنها أكبر منه بعامين، زجرته قائلة: Andquot;الآن، كفّ عن هذا يا توماس. كفى زعيقاً سيأتونAndquot;. إلا أنه لم يهدأ، وقال: Andquot;دعيني أذهب، دعيني أذهب - لن أذهب. لقد نسينيAndquot;. وصل عدد من الناس في الوقت عينه أمام البوابة، وكان صبياً طويل القامة، أشقر الشعر، في غد الثانية عشر من عمره، ووقف يحدق في الظلمة ، فلمح عن بعد بغيته، شقيقه توماس، في حين مدّ آخرون أيديهم، وتقدموا إلى الأمام. كان مشهداً صغيراً قوامه الفوضى والإرتباك. أمسك الصبي الطويل القامة، إدوارد، بيد شقيقه توماس، ومكث واقفاً في مكانه، في حين زاد الطفل الصغير من تذمره، ومن تخبطه: Andquot;لقد نسيتني. نعم لقد فعلتهاAndquot;. ثم إنهمك في مراقبة بقية الأطفال وهم يتوارون في الأنظار في الشارع، فاستدار واختفى هو الآخر، عن الأنظار مع توماس. كان الجو بارداً، وكانت ثياب فكتوريا لا تعيها غائلة البرد،إذ كانت ترتعش، ولم يعد معها ذلك الطفل العنيد كي يبقيها في حالة من النشاط، مكثت واقفة في مكانها، تلف جسدها بذراعيها، Andquot;وتبكي بصمتAndquot;. تحكي دوريس في هذه القصة فكتوريا وآل ستيفاني، قصة فكتوريا البطلة المحورية، عن أوهام تلك الفتاة السوداء فقيرة الحال والتي تحلم بيت رحب واسع الأرجاء مثل بيت آل ستافيني، لكن آل ستافيني أنفسهم يرسلون الأبناء للدراسة في إحدى المدارس الفقيرة البائسة بسبب إلتزام سياسي وإجتماعي يشدد على كراهية البرجوازية وأنماط التعليم في المدارس الإرستقراطية، وإذا كانت العقدة الأوديبية تتضح معالمها رويداً رويداً في قصة الجدتان التي تضمها هذه المجموعة أيضاً، فإن ملامح الفكر الليبرالي تصبح موضع نقد عند درويس لسنغ التي تعتقد بأن هذا الفكر يفتقر إلى الكثير من المعايير الأخلاقية والخلقية وبخاصة عندما تتعرض الفتاة فكتوريا إلى إغواء توماس، سليل آل ستيافيني، متنجب فيه ابنة لا تتنكر لها أسرة توماس بل على العكس من ذلك تنتزعان أمها الشابة فكتوريا كي تربيها على هواها. فينتاب فكتوريا قلق عظيم من أن تفقد ابنتها؛ بل هي قد فقدتها بعد أن رضحت لطالب آل ستيافيني في أن تنشأ الطفلة الصغيرة في أحضان الأسرة الليبرالية بعيداً عنأمها نتعلم من تلك الأسرة وتتخلق بأخلاقها

تعليقات مضافه من الاشخاص

كتب لنفس المؤلف