‌هذه ليست سيرة حازم صاغية ‌نانسي ليست كارل ماركس•‌نواصب و روافض•‌مذكرات راندا الترانس•‌هجاء السلاح•‌البعث السورى تاريخ موجز•‌وداع العروبة

‌هذه ليست سيرة

غير متاح

ليست الأوراق هذه سيرة ولا هي اقتراح سيرة أو موديلها. فهي تكاد تقتصر على وصف تحوّلات سياسية وما يمهّد لها من أمزجة تتصل بالأفكار، وما يصحبها من تجارب. وغني عن القول إن الحياة دائماً ذات ضفاف تفوق السياسة والأفكار عرضاً. ثم إن الأمر هنا يتحايل على سيرة أو يتذرّع بها أكثر مما يصنعها. والأصح القول إن الإحباط برواية سياسية لم تُكتب يبقى أقوى من السعي الى كتابة سيرة. وهو ربما كان مصدر اهتمام الصفحات هذه ببعض الفولكلوريّ والميثولوجيّ مما شاب سياستنا فأغناها كاحتمال كتابيّ، وكرحلة طويلة في الخرافات، بقدر ما أفقرها كسياسة. فكأن ما نطلق عليه، في بلداننا، تسمية Andquot;سياسةAndquot; وثيق الصلة بواقعية سحرية كالتي أنتجت، في أمريكا اللاتينية، أدباً عظيماًوهناك، الى ذلك، أغراض ذاتية يصعب إخفاؤها، بينها رغبة الكتابة في صيغة Andquot;الأناAndquot; المحرجة وغير المستحبّة في ثقافتنا السائدة. يزيد في الإلحاح على الشخصيّ أن سوء حظّ قرّاء الصحف فرضني عليهم، منذ سنوات، بإيقاع يوشك أن يكون يومياً. وهو ما يجعل التعريف بصاحب Andquot;الرأيAndquot; الثقيل أشبه بالواجب حيال قرّائه. بل ربما أنشأ تعريف كهذا قدراً من الصداقة مع القارئ، قدراً يقصّر المسافة التي قد يوحيها Andquot;التعليق السياسيAndquot;، ويردّ الى ذاك القارئ بعض دَينه حيال تجريد يصدر Andquot;التوجيهاتAndquot; ولا يكفّ عن تعيين وجهة السير.ولست أكتم هدفاً آخر لا أعرف مدى نجاحي في بلوغه، مفاده تقديم سرد يتحوّل شهادة معلّل وصول المرء، وهو في الحال هذه أنا، الى الموقع الذي وصل اليه. فقد يتبدّى إذّاك أن المسارات الشخصية فيها من الجدّ والمعاناة ما لا تلحظه اتّهامات سريعة رائجة تنصبّ على مواقف البعض وآرائهم. وثمة، فوق هذا، شوق الى تمرين على كتابة لا تتاح لي دائماً، مع كونها الأقرب دائماً الى نفسي. هنا ألبّي هذا الشوق. وأخيراً، هي ليست سيرة لأنني لا أظن أن حياتي اكتملت ولا أزعم أن أمزجتي استقرّت على مزاج، خصوصاً أن السرد يتوقّف قبل دخولي الأربعين.

تعليقات مضافه من الاشخاص

كتب لنفس المؤلف