ابو نصر الفارابي- الثمرة المرضية في بعض الرسالات الفارابية تحقيق وترجمة: عماد نبيل ابن رشد في جوهر الاجرام السماوية

ابو نصر الفارابي- الثمرة المرضية في بعض الرسالات الفارابية

غير متاح

على الرغم من المحاولات الكثيرة المعاصرة لدراسة فلسفة الفارابي, فانه من الصعب الوصول الى تقدم مناسب لاسهامات هذا الفيلسوف الفكرية في الفسلفة الاسلامية, فبدون الشروع بمحاولة تتبع الترجمات الغربية للتعليقات المشائية والمرواقية ودراستها بشكل جاد, سوف نظل نجهل تماما مدى الاصالة والفرادة الحقيقية لافكار هذا الفيلسوف, ففكر المفارابي ظل ولقرون طويلة مهملا بعد وفاته, لكن بعد الدراسات لبعض المتعلمين البارزين لاحقا, اكدت انه كان بحق الفيلسوف الاول بين اقرانه من الفلاسفة, ولكن الامر الذي يبقى غير واضح ومهم لنا هو.. هل نجح الفارابي في تأسيس مدرسة باسمه تعني بافكاره, وما هي طبيعة ونوع الافكار التي كانت تروق الناس وتثير اهتمامهم في زمانه? كتاب ابو نصر الفارابي.. الثمرة المرضية في بعض الرسالات الفارابية يجيب على معظم هذه التساؤلات, يقع الكتاب في 350 صفحة من القطع المتوسط حققه وقدم له الدكتور عماد نبيل وصادر عن دار الفارابي في بيروت.إن المعلومات البسيطة التي نمتلكها عن تفاصيل حياة الفيلسوف ابي نصر الفارابي مصدرها بشكل رئيسي كتاب السير في العصور الوسطى الاسلامية الذين تمتد كتاباتهم من القرن الرابع الى القرن السابع الهجري فعلى سبيل المثال لا يزودنا كتاب الفهرست لابن النديم الا بمعلومات ضئيلة عن حياة الفارابي, عموما يشار الى الفيلسوف الفارابي في عموم المصادر العربية الكلاسيكية بالمعلم الثاني فهو يحتل مكانة فريدة من نوعها في تاريخ الفلسفة كونه يمثل همزة الوصل ما بين الفلسفة اليونانية والفلسفة العربية الاسلامية, فآراؤه وتأويلاته في ما يتعلق بالمنطق الارسطي وخباياه تمثل نقطة مهمة وحيوية في ارساء دعائم الفهم الصحيح له وازالة جميع التأويلات الخاطئة التي رافقته من قبل, فليس هنالك منطقي مهم برز نجمه في تاريخ الفلسفة, في الفترة ما بين الفليسوف بويثيس المتوفي 525م والذي ترجم معظم الاعمال المنطقية لارسطو من اليونانية الى اللاتينية من جهة, والفيلسوف ابيلارد المتوفي 1141م في اوروبا الغربية من جهة اخرى كالفارابي, اما بخصوص الفلاسفة المسلمين الذين سبقوا الفارابي وعلى الاخص الكندي المؤيد الكبير للفلسفة اليوانية فقد نصب اهتمامه الاول على قضية التو يق ما بين الفلسفة والدين, ونتيجة لذلك فهو لم يقم باي اسهام يذكر في حقل المنطق على الرغم من اسهاماته المهمة في حقول الفلسفة الاخرى, اما الرازي المتوفي 925م فقد كان من اشد المعجبين والمؤيدين للفلسفة اليوانية وعلى الاخص الفليسوف افلاطون لكنه كان من اشد المعارضين لمحاولة التوفيق بين الفلسفة والدين كما لاحظنا, لانهما ببساطة متعارضان فهو كملحد بارز في تاريخ الفلسفة الاسلامية كان يرفض النسيج الكامل للوحي وحاول ان يستبدل وجهة النظر الاسلامية الرسمية بمذهب المبادئ الازلية الخمسة: الباري, والهيولي, والخلاء, والزمان والنفس والذي كان يحمل بوضوح الاثار الافلاطونية والصابئية.من جانب آخر حاول الفارابي وفي البعض من كتاباته, ان يوضح فلسفة افلاطون وارسطو وان يلقي الضوء على الكثير من تفاصيلها الصعبة كما انه قدم لنا في الوقت ذاته تعليلا محكما للفلسفة ما قبل سقراط كان استاذه الاول في المنطق يوحنا بمن حيلان بالاضافة الى شيخ المناطقة - في ذلك الوقت - الاسقف ابن بشر متى, واسرائيل كويرين وابراهيم المارويزي ومع ذلك ينبغي التأكيد انه لم يكن واحد من هؤلاء المناطقة السريان فقد تجاوز في تأويلاته وتعليقاته ابعد من الكتب الاربعة الاولى لارسطو في المنطق ايساغو في لفورفوريوس والمقولات والعبارة والاجزاء الاولى من البرهان وذلك بسبب التهديد الذي يمكن ان تشكله دراسة الاجزاء الاخرى من الكتاب على عقائد الايمان المسيحي وعلى الاخص الكتابة المعروف في التراث العربي الاسلامي ل¯ كتاب البرهان كان الفارابي بحق الفليسوف الاول الذي كسر هذا القيد الذي كان يكبل التراث السرياني وفلاسفته, فقد غطت تعليقاته وتلاخيصه المنطقية المجموعة الكاملة لمنطق ارسطو, والتي اشتملت بالاضافة الى تعليقات المناطقة السريان على الكتب الاربعة على الخطابة والشعر ووسائل اخرى.ويعرض المؤلف والمحقق في القسم الاول مصادر الفلسفة العربية والاسلامية وينابيعها وأعمدة الفلسفة الاسلامية وفلسفة ابي نصر الفارابي وكذلك المنطق وفلسفة الثقة والجانب الاستمولوجي عند الفارابي والجوانب السيكولوجية عند الفارابي ثم الجوانب الميتافيزيقية وفلسفته العملية ثم يعرض الكتاب لموجز ومحتوى الرسائل الفارابية الثماني اما القسم الثاني فيتعرض لنصوص من كتاب تاريخ الحكماء وعيون المسائل للفاربي ثم كتب الفارابي فيما يصح او لا يصح ومن احكام النجوم.

تعليقات مضافه من الاشخاص

كتب لنفس المؤلف