الصورة جاك اومون

الصورة

غير متاح

الكمية

يتوقف الكاتب جاك أومون في كتابه الصادر بترجمة عربية عن المنظمة العربية للترجمة الصورة، عند مفهوم الصورة وقدرتها على إنتاج علاقة جمالية ثقافية إنسانية بينها وبين المتلقي، ويقدم إلى جانب هذا التحليل آخر التقنيات التي توصل إليها عالم التكنولوجيا في مجال الصورة . ويأتي الكتاب الصادر عام 2013 في 480 صفحة من القطع المتوسط، بترجمة الكاتبة ريتا الخوري، التي تقول في تقديمها لم تقتصر الصورة في كتاب أومون على مجرد غرض جمالي يتناقله الناس وينظرون إليه، بل هو أبعد من ذلك بكثير، إن الصورة تنقل عدداً كبيراً من المعطيات الثقافية والاجتماعية، والفكرية وحتى الدينية، كما تتقاطع في أغلب الأحيان مع مجالات علمية كعلم الأحياء والكيمياء، والطب، ومجالات اجتماعية كالتاريخ، وعلم الإنسان والوسيطية، وغيرها من المجالات . وتؤكد أن قيمة الكتاب تكمن في أنه يحيط بموضوع الصورة من جميع الجوانب، من دون أن يغفل عن الجانب الجمالي، وذلك بتحليل واضح ودقيق، يستند فيه الكاتب إلى عدد كبير من الأبحاث والدراسات، ويعرض فيه جميع النظريات المعتمدة في عالم الصورة الأوتوماتيكية كما الصورة المرسومة باليد، إلى الصورة الثابتة والمتحركة، وكذلك الصورة الملتقطة بواسطة الكاميرا مع ما تفرضه من تقنيات خاصة . يقسم الكاتب مؤلفه إلى ستة فصول متبوعة بعدد من الملاحق للمراجع الفوتوغرافية، والتعريفات، والمصطلحات، وهي الفصل الأول: إدراك الصورة، والثاني: الصورة، والإدراك، والعالم الخيالي، والثالث: الصورة، والوسيط، والجهاز، والرابع: وظائف الصورة وأوسطها، والخامس: مقتطفات من تاريخ الصورة، والسادس: قدرات الصورة . يقول أومون حول كتابه: عندما عنونت هذا الكتاب الصورة، أردت أن أظهر كل هذه الصفات - التشابه، والتعبير، والانفعال، ومعرفة المرئي، وهندسة الأشكال، باختصار أردت إظهار ميدان واسع ومتنوع من نشاط الإنسان وخبرته، إلا أنني لم أشأ أن أتعدى مجال الصورة التي نصنعها وننظر إليها، أقصد الشيء الذي يضاف إلى العالم بفعل نشاط الإنسان، وما يهدف إليه تميله . ويتوقف عند نظريات تلقي الصورة وتحليلها نفسياً، فيقول في حديثه عن الوهم الأساسي إن الصورة تخلق وهماً عندما يصف مشاهدها نوعاً من أنواع الإدراك الذي لا يتطابق مع إحدى الصفات الفيزيائية في الحافز، وثمة الكثير من الحالات المعرفية عن الوهم البصري، بعضها يختص بالبعد الزمني للصورة، والبعض أيضاً يختص بتقويم الأحجام والمسافات . ويطرح واحدة من الإشكاليات التي بحث فيها منظرو الفنون البصرية، فيقول: إن عبارة الفنون التشكيلية لا تعطي تفسيراً مهماً ودقيقاً عن الصورة، وهذا ما استلزم المبادرة في تحديد ماهية هذا المجال التشكيلي بدقة أكثر، ولطالما كان هذا المشروع حكراً على أساتذة مدارس الفنون - وهم في معظمهم من الرسامين - والكتب النظرية الأولى المخصصة للصورة التجريدية، وإلى القيم التشكيلية بشكل عام . ويمضي أومون في بحث الصورة ليتوقف عند أنواع الصور المتحركة وإدراكها، إذ يرى أن للصورة الخاضعة لمرور الوقت، والتي تشمل الوقت في جوهر وجودها، أصنافاً عديدة، ذلك أنه يمكن أن تكون مرسومة (كما في كتب تقليب الصور)، ومصورة (كما في السينما)، باللجوء إلى تقنيات التصوير القديمة التي تستعمل الفضة، او التقنيات الرقمية، ويمكن أن تكون مصورة في الفيديو، أو أن تكون على شكل رسومات حاسوبية، كما يمكن أن تأتي نتيجة تضافر أنواع عدة من طرق الإنتاج هذه، كما في الرسوم المتحركة . ويتوقف عند علاقة النص بالصورة، ويطرح تساؤلاً بين الصورة والنص، أيهما أبلغ؟، فيستند إلى مقولة إن المخطط الرسمي الصغير أبلغ من الخطاب الطويل، ليؤكد أن الصورة أبلغ من النص، لافتاً إلى أن رسوم جداريات الكنائس كانت بمثابة الكتاب المقدس بالنسبة إلى الأميين في القرون الوسطى، إلا أن ذلك ظل غير متكافئ للعلاقة بين النص والصورة، فظلت الصورة خاضعة تماماً للنص .

تعليقات مضافه من الاشخاص