بعد تَخَرُّجي والتحاقي بالعمل الصحفي مُحَرِّرًا في قسم الحوادث والقضايا، كَشَفَتْ لي مهنتي الجديدة عن حقائق لم أَكُنْ مُنْتَبِهًا لها؛ فقد اكتشفت أن هذا العالم المحيط بي مُفْعَمٌ بما تتخيَّلُه وما لا تتخيَّلُه من أنواع البشر، والمواقف، والمعاني. وأن ما يحدث به من وقائع لم أكن لأصدِّقَها لولا أنني رأيتها عيانًا، لكن الذي فاجأني ليس فقط عالم الجريمة، بكل ما فيه من آلام وأحزان، لكني عايَشْتُ مواقِفَ وشخصيَّاتٍ ووقائِعَ وطبائِعَ، تغوص في النهار، لكنها تطفو على سطح الليل. هذه مُذَكِّراتٌ كنتُ أسمِّيها مذكرات الليل؛ لأني كنت أحرص على تدوينها ليلًا -على هامش أحداث كثيرة عشتُها كصحفي، وتفاعلت معها كإنسان- في أجندتي الخاصَّة، وكأنها حواراتٌ بيني وبين نفسي، وسجَّلتُها كسطور، كأني أحاول أن أفكَّ بها شفرة سِرِّ الليل وما يفعله في بني البشر.
بعد تَخَرُّجي والتحاقي بالعمل الصحفي مُحَرِّرًا في قسم الحوادث والقضايا، كَشَفَتْ لي مهنتي الجديدة عن حقائق لم أَكُنْ مُنْتَبِهًا لها؛ فقد اكتشفت أن هذا العالم المحيط بي مُفْعَمٌ بما تتخيَّلُه وما لا تتخيَّلُه من أنواع البشر، والمواقف، والمعاني. وأن ما يحدث به من وقائع لم أكن لأصدِّقَها لولا أنني رأيتها عيانًا، لكن الذي فاجأني ليس فقط عالم الجريمة، بكل ما فيه من آلام وأحزان، لكني عايَشْتُ مواقِفَ وشخصيَّاتٍ ووقائِعَ وطبائِعَ، تغوص في النهار، لكنها تطفو على سطح الليل. هذه مُذَكِّراتٌ كنتُ أسمِّيها مذكرات الليل؛ لأني كنت أحرص على تدوينها ليلًا -على هامش أحداث كثيرة عشتُها كصحفي، وتفاعلت معها كإنسان- في أجندتي الخاصَّة، وكأنها حواراتٌ بيني وبين نفسي، وسجَّلتُها كسطور، كأني أحاول أن أفكَّ بها شفرة سِرِّ الليل وما يفعله في بني البشر.