لماذا أقول كل هذا الكلام؟... لسبب بسيط جداً، وهو أني غير مقتنع بأن المثقفين العرب استبقوا على الإنفجار الهائل للواقع العربي الراهن، كل هذا الحريق المشتعل لم يخطر على بالهم ولو للحظة واحدة، كانوا في وادٍ والواقع في وادٍ آخر، أعمتهم الأيديولوجيات والشعارات الطنانة الرنانة عن رؤية الواقع كما هو ثم بالأخص أعمّتهم عن الإستباق على الإنفجار الكبير القادم، كانوا غاطسين في الأدلجات العمياء ولذلك لم يروه ولم يستقبوا عليه، بل إنهم فوجئوا به فجأة كاملة، هناك لحسن الحظ بعض الإستثناءات من كبار الشعراء والمفكرين. ولكن بشكل عام فإن المشكلة التراثية غابت عن الأنظار ولم يهتم بها أحد حتى انفجرت مؤخراً وأحرقت الأخضر واليابس، نقول ذلك على الرغم من أنها المشكلة رقم واحد للعصر، وأقصد بها مشكلة الطوائف والمذاهب واشتعال الحروب الأهلية والمجازر، كانوا يعتقدون أننا تجاوزنا الطائفية في حين أننا قفزنا عليها فقط أو دفنا رؤوسنا في الرمال كالنعامات لكيلا نرى خطرها الماحق. لم نتجرأ على مواجهتها وجهاً لوجه كما فعل فلاسفة الأنوار في أوروبا، لم نتجرأ على أن نحدق بها عيناً بعين كما يفعل المثقف الناضج المسؤول، فكيف يمكن أن تتجاوزها من دون أن تواجهها وتنقدها وتشرحها بل وتشرِّحها؟...
لماذا أقول كل هذا الكلام؟... لسبب بسيط جداً، وهو أني غير مقتنع بأن المثقفين العرب استبقوا على الإنفجار الهائل للواقع العربي الراهن، كل هذا الحريق المشتعل لم يخطر على بالهم ولو للحظة واحدة، كانوا في وادٍ والواقع في وادٍ آخر، أعمتهم الأيديولوجيات والشعارات الطنانة الرنانة عن رؤية الواقع كما هو ثم بالأخص أعمّتهم عن الإستباق على الإنفجار الكبير القادم، كانوا غاطسين في الأدلجات العمياء ولذلك لم يروه ولم يستقبوا عليه، بل إنهم فوجئوا به فجأة كاملة، هناك لحسن الحظ بعض الإستثناءات من كبار الشعراء والمفكرين. ولكن بشكل عام فإن المشكلة التراثية غابت عن الأنظار ولم يهتم بها أحد حتى انفجرت مؤخراً وأحرقت الأخضر واليابس، نقول ذلك على الرغم من أنها المشكلة رقم واحد للعصر، وأقصد بها مشكلة الطوائف والمذاهب واشتعال الحروب الأهلية والمجازر، كانوا يعتقدون أننا تجاوزنا الطائفية في حين أننا قفزنا عليها فقط أو دفنا رؤوسنا في الرمال كالنعامات لكيلا نرى خطرها الماحق. لم نتجرأ على مواجهتها وجهاً لوجه كما فعل فلاسفة الأنوار في أوروبا، لم نتجرأ على أن نحدق بها عيناً بعين كما يفعل المثقف الناضج المسؤول، فكيف يمكن أن تتجاوزها من دون أن تواجهها وتنقدها وتشرحها بل وتشرِّحها؟...