مائدة كورونا - مفكرون وأدباء فى مواجهة الجائحة على حسين المتمردون•كتب ملعونة•فى صحبة الكتب

مائدة كورونا - مفكرون وأدباء فى مواجهة الجائحة

متاح

يبدأ المؤلف كتابه بتسليط الضوء على الجوانب الاجتماعية والسياسية الراهنة، عارضاً لمختلف وجهات النظر في هذا المجال، وفي المقالة التالية يتناول فكرة «التقدم العلمي». فقد أثار تفشي وباء «كورونا» تساؤلات حول مدى إيجابية فكرة التقدم العلمي الذي بدا أنه حرر الإنسان من إمكاناته المحدودة وجعله سيداً على الطبيعة. ولكن، ماذا بعد! هل يمكن اعتبار التطور المهول في صناعة الأسلحة دليلاً على التقدم العلمي؟ ماذا عن التلوث البيئي والسلاح البيولوجي؟ يرى الكاتب أن فكرة التقدم العلمي صارت عنواناً للفتك والدمار كما يقر فوكوياما في كتابه «نهاية الإنسان» الذي صدر بعد عشر سنوات من كتابه السابق «نهاية التاريخ». ويعود الكاتب إلى مشهد في رواية «الطاعون»، لألبير كامو يظهر فيه رجل دين يفسر تفشي الوباء وتسببه في موت الملايين بأنه عقوبة إلهية بسبب الفساد المستشري، بينما يقف على الجادة الأخرى الطبيب حزيناً متآسياً وهو يشهد موت آلاف الأطفال ممن لم يرتكبوا إثماً أو خطيئة بعد!يتضح من خلال القراءة الكلية للكتاب الذي تعقب فيه الكاتب مواقف 21 مفكراً وفيلسوفاً وروائياً، أنهم يجمعون على وجود أزمة أخلاقية عميقة في المجتمع البشري المعاصر ساهم الوباء في إظهارها. فقد فتحت العولمة بوابات التقدم والارتقاء للأقوياء الأغنياء، بينما ألحقت مزيداً من الظلم والقسوة والعنت بحياة الفقراء.ينضم كبار السن إلى شريحة الفقراء ممن تُرك كثير منهم في ممرات المستشفيات وهم يلفظون أنفاسهم الأخيرة وحيدين مستضعفين، كما يعبر ميشيل أونفري في المقالة العشرين. وأظهر الوباء الوجه العنصري البغيض للعالم الذي تمثل في أنْ تتجاوز وفيات السود من مجموع المصابين به 70 في المائة، كما يكتب الفيلسوف وعالم الاقتصاد الهندي أمارتيا سِن. ويؤكد المغربي طاهر بن جلون أن نسبة هؤلاء تتجاوز 60 في المائة في صفوف سكان ضواحي باريس من الفقراء المهاجرين، ممن يعيشون في مناطق تفتقر إلى الحد الأدنى من الخدمات الصحية والاجتماعية. هذا إلى جانب الاكتظاظ السكاني وقلة عدد الأطباء المشتغلين في المستشفيات المخصصة لهم، وشحة المستلزمات الطبية والعلاجية اللازمة، وأهمها عدم كفاية أسرَّة الإنعاش.

تعليقات مضافه من الاشخاص

كتب لنفس المؤلف