المسلمون في العصر الاموي عبد الفتاح فتحى عبد الفتاح المسلمون فى مصر - من الفتح الاسلامى حتى نهاية العصر الفاطمى

المسلمون في العصر الاموي

متاح

لقد كان قيام دولة الأمويين عقب انتهاء دولة الخلفاء الراشدين سبباً فيما تعرضت له من انتقادات حادة لازعة؛ لأنها وضعت تحت رقابة شعبية صارمة، وتعرض خلفاؤها وولاتها للمحاسبة المستمرة بمقارنتهم بدولة الراشدين المثالية لا سيما في عهدي خليفتها الأولين(أبي بكر، وعمر رضى الله عنه)، ولم تكن المقارنة في صالح الأمويين في جميع الأحوال.جابهت دولة بني أمية مشكلات عديدة، لعل من أهمها ظهور الفرق المعارضة المسلحة - التي وضعت بذورها الأولى أواخر عصر الراشدين - بكل ما تحمل من توجهات فكرية، وآراء عقدية، زادتها الأحداث والوقائع لهيباً واشتعالاً وغذتها جرأة متزايدة على الثورة المسلحة ضد الحكام، بلغت ذروتها في مقتل الخليفتين الراشدين: الثالث، والرابع (عليهما رحمة الله). وهذا يعني أن هذه الحركات الثورية - شيعية، وخارجية، وغيرها - ستكون أشد عنفاً وجرأة في مواجهة الأمويين ما وسعتها الحيلة والتدبير، وأمكنتها الفرصة السانحة، خاصة أن جماهير الأمة أحست بطعنة نجلاء في كبريائها بعد أن أرغمت على التنازل عن حقها الأصيل في اختيار حكامها، وخضعت أعناقها أمام قوة عصبية وشدة بطش بني أمية وولاتهم القساة الجبابرةيعد عصر الأمويين - بحق- عصر التحولات السياسية والاقتصادية، والاجتماعية. ففي الجانب السياسي تغلبت العصبية والغلبة على الشورى، وأصبح الحكم مركزاً في أسرة واحدة، وظهر منصب ولاية العهد منذ عهد الخليفة الأول: وبذلك غدا نظام الحكم وراثيا: مما أشعل المعارضة ضد الأمويين في الحجاز والعراق، وغيرهما.وانتقل الحكم داخل الأسرة الواحدة من الفرع السفياني إلى الفرع المرواني. واستقرت فيه الخلافة حتى سقوط الدولة، ومن ثم نتوقع الصراع على الحكم لا سيما بعد تعدد ولاة العهود، وما صاحب ذلك من عدم جدارة بعض الخلفاء بمنصب الخلافة. وتغلب الولاء على الكفاءة والعدالة، فأفرز ذلك مجموعة من الولاة الذين لا هم لهم سوى ترسيخ السلطة في أيدي الأمويين وماهو صاحب ذلك من مظالم اقتصادية واجتماعية، كان لها أثرها في التعجيل بسقوط الدولة دون أن تكمل قرناً من الزمان

تعليقات مضافه من الاشخاص

كتب لنفس المؤلف