الحرب الحب و الثورة محمد نور الدين بقايا محارب

الحرب الحب و الثورة

متاح

كأن الشمس تحاول أن تخرج من خلف الامواج في صعوبة بالغة و إشراقة جميلة ، تبدو الرؤية قد وضحت منذ دقائق و صفاء الجو في اوقات الشرق تحلو لاستنشاق أجمل نسمات اليوم في تلك الايام الحارة في وسط الصيف ، إنه (الثلاثاء) الرابع عشر من يوليو من عام اربعة عشر و تسمعائة و ألف ، لم يكن فوق سطح المركب الضخم في اللحظات الاولي من النهار سوى بعض المسافرين الفقراء الملتفين بملايات رثه خلف المقاعد المواجهة لحدود السطح البيضاوي ، الا أن عماد كان يجلس في نهاية السطح من المؤخرة حيث يتكأ بمرفقه على المسند و يستند بكفة الايمن اسفل ذقنه ، متجمد الحركة ..لا يلتفت، كأنه يراقب المؤخرة للمركب الكبير و يعلق قدمة اليسرى على المقعد المجاور، في تراخي تام لا تعرف ان كان نائما بهذا الوضع او أنه يتأمل في شئ مجهول، كأنه لم يبارح المكان من زمن و رغم العواصف التي قويت ليلة أمس ما بارحها و لكن تلك الرياح تركت الاثر الواضح في خصلات شعرة القصير المتناثرة على جبينة ، فعماد من الشخصيات الجادة رغم شبابة ، فهو في اوائل العشرين من العمر ، ذو الملامح المصرية الاصيلة ، ما ان يبدو لك حتى و تشعر انك أمام شاب من سلالة الفراعنة ، الشعر البني القاتم المجعد فقد يصعب تمشيطة و لكنه يسهل ثباته ، و العينان الدائريتان البنيتان بلون الشعر و البشرة القمحية و الجبهة الكنزة للوجهه الدائري ربما اقرب للطول و الانف المستقيمة ، كاد حذائة الايسر أن يسقط من قدمة و هو يعلقها على المقعد المجاور حتى بدا جوربه غير مفرود و كأنه اسقطه من رباطه ، لم يعتاد أحد أن يرى عماد على هذه الصورة رغم أنه يجلس مرتديا حلته الرمادية اللون و رابطة عنقة السوداء و لكنه قد فتح بعض ازرار قميصه تحت رابطة العنق دون إكتراث ، كان الهواء يداعب خصلات شعرة و قد بدا عليها الضجر بشئ من عدم النظام ، و بدت الشمس من خلفة تتحرك معلنه نهار جديد و كأنه لم يعي لحركتها بعد و لكن صوت بعد المسافرين الذين ايقظهم نور الصباح بدا يحدث بعض الضوضاء القليلة التي ربما يغطي عليها صوت أمواج البحر المتلاطمة حول المركب في سيمفونية يعزفها الهواء مع البحر .

تعليقات مضافه من الاشخاص

كتب لنفس المؤلف