ليلى المريضة فى العراق زكى مبارك

ليلى المريضة فى العراق

غير متاح

أيها القمر الذى يملأ أرجاء مصر الجديدة فى شهر المحرم، أيها القمر، بلغ ليلاى فى بغداد أنى أعانى آلام الكتمان بلغ ليلاى أن سرى لا يزال مكتوماً بعد هذه المئات من الصفحات. وآه ثم آه من عذاب الكتمان! كان غرامى بك يا ليلى قدراً من الأقدار وكان مكتوباً خط بالدمع على أسارير الجبين وكم توقرت يا ليلى لأصد الجوى عن قلبك الخفاق. فإن كنت ضيعت عليك فرصة الفضيحة فى غرامى فقد حفظت لك نعمة الصيانة من أراجيف السفهاء، وذلك أجمل ما تظفر به القلوب والنفوس فى زمن يكفر أهله بشريعة الحب أبشع الكفران. ولو كنت كتمت هواى عن الناس وحدهم لخف الأمر وهان، ولكنى كتمت هواى عن ليلاى وضللتها أشنع تضليل، فهى لا تعرف اليوم مواقع هواى ولا تفهم أنى مفتون بها أعنف الفتون. سألتنى ليلاى ذات مساء: أنا ليلاك يا دكتور. فأجبت: علم ذلك عند علام الغيوب. وكان ذلك لأنى كنت ألزم الأدب حين أراها مع أنى أفضح نفسى فيما أنشر بالجرائد والمجلات فهى تتوهم أن هواى عند غيرها من الليليات وما أكثر أوهام الملاح! ومن ليلاى فى العراق؟ من ليلاى فى العراق؟ هى ليلاى فى العراق هى أم العينين السوداوين، هى الإنسانة التى كانت تشتهى أن تكون نور بيتى فى بغداد هى الإنسانة التى اقترحت أن نغرق معاً فى دجلة أو فى الفرات. وليتنا غرقنا معاً فى دجلة أو فى الفرات.

تعليقات مضافه من الاشخاص