تكتيكات الحروب الحديثة - الامن السيبرانى والحروب المعززة والهجينة على زياد العلى

تكتيكات الحروب الحديثة - الامن السيبرانى والحروب المعززة والهجينة

متاح

أضحت ظاهرة الحرب في البيئة الإستراتيجية العالمية على مستوى عالٍ من الديناميكية والتحول، وتشكل صعوبة في تحديد توجهاتها وملامحها وآفاقها المستقبلية، فالتطور والتحول الديناميكي المستمر في هذه الظاهرة مثل أحد أهم التحديات المحدقة في بيئة التفاعلات الدولية، إذ شكل التحول والتقلب الذي أصاب منظومة الحروب في القرن الحادي والعشرين دافعًا إستراتيجيًا، جذب عددًا غير متناهٍ من الفاعلين التقليديين لتوظيف نماذج عصرية من الحروب في ساحات الاشتباك للبيئة الإستراتيجية في دوائرها الداخلية والإقليمية والدولية، الأمر الذي أضفى على هذه الحروب انسيابية عالية للتغيير حسب مقتضيات بيئة العمليات وشكل القابعين على توظيفها، وتعد الحروب في القرن الحادي والعشرين أهم الظواهر ذات حركية كبرى، إذ تطورت على أبعاد عدة، فتغيرات من المعنى العملياتي (العسكري) ومن ناحية العائدية الإستراتيجية على حد سواء، وتغيرات البواعث الإستراتيجية للحرب، فأصبحت من أصعب المفاهيم تعريفًا اليوم عن أي وقت مضى، إذ ما عادت تعتمد على التصنيفات الزمنية لتحديد أبعادها وملامحها، إذ تكمن الإشكالية في تحديد بدايات الحروب الحديثة ونهايتها، كونها تختلف كليًا على الحروب التقليدية المتعارف عليها، لا سيما تلك التي تسمى بالحروب (اللاخطية) والمتمثلة بالحروب (الهجينة والسيبرانية)، التي باتت تسيطر على ساحات الصراع في البيئة الإستراتيجية العالمية، حسب تعريف حلف الشمال الأطلسي (الناتو) لها، إذ تطورت الحروب في أبعادها وخصائصها، وكانت ثنائية الأبعاد لقرون عدة، وكان يتم خوضها في البر والبحر فقط، وانتقلت بعد ذلك إلى البعد الثالث والمتمثل بالحرب الجوية في أثناء الحرب العالمية الأولى والثانية، وبعد موجة التطورات التكنولوجية والاقتصادية والإستراتيجية، انتقلت الحروب إلى البعد الرابع والذي بات يمثل مجالًا واسعًا من الأهداف والوسائل لا يمكن حصرها.

تعليقات مضافه من الاشخاص