غرباء على بابنا زيجمونت باومان أهل التشريع وأهل التأويل•ليست يوميات•الاضرار الجانبية•استهلاك الحياة•الحداثة و الهولوكوست•سلسلة السيولة 1-2•حالة الازمة•الحداثة و الإبهام•الثقافة السائلة•عن الله و الانسان•الشر السائل•الخوف السائل•المراقبة السائلة•حياة بلا روابط - العلاقات في زمن الاستهلاك•الازمنة السائلة•و لكم فى الاستهلاك حياة•الحياة السائلة•الحب السائل•الحداثة السائلة•الحداثة و الهولوكوست

غرباء على بابنا

متاح

وهو كتاب أشبه بالوصية السياسية إلى أوروبا و قد أصدره باومان قبل رحيله بأشهر. يعتبر باومان أن تلك التقارير الإعلامية والتصريحات السياسية التي تتحدّث عن أزمة الهجرة في أوروبا، مجرّد قناع سياسي للحرب المستمرة والتي يخوضها صنّاع الرأي العام من أجل غزو ومراقبة تفكير الناس ومشاعرهم. تنتج التقارير الإعلامية حول هذه القضية برأيه نوعاً من الذعر الأخلاقي moral panic، وهو مفهوم يصف الخوف من خطر يهدّد مصلحة المجتمع. ليست الهجرات الكبرى بحدث جديد، فهي ترافق العصور الحديثة منذ بداياتها، ويُرجع باومان ذلك إلى طريقة حياتنا الحديثة، والتي تنتج ما يسميه بـ الإنسان الزائد. فهو زائد بسبب التقدم الاقتصادي والتقني الذي يحرمه من فرصة في سوق العمل المحلية، ولكنه زائد ويمكن الاستغناء عنه، ولا حاجة للسوق المحلية به، بسبب الحروب والصراعات المندلعة. تمعن السياسة، بنظر باومان، في نسيان أننا نعيش، ومنذ زمن، في عالم واحد، وأن الدولة ـ الأمة أضحت فصلاً من فصول الماضي، أو أنها لم تعد قادرة على اجتراح حلول ملائمة لشرطنا الكوسموبوليتي، لأن منطقها يقوم على العداء والإقصاء وليس على التعاون الذي أضحى شرطاً لا مندوحة عنه في عالمنا المعاصر. إن ما ينقصنا اليوم، يقول باومان، هو وعي كوسموبوليتي يتلاءم مع عصرنا، كما تنقصنا، في رأيه، المؤسسات السياسية المناسبة. يعود باومان في نهاية كتابه، ليؤكد بأن الهدف من تلك الاتهامات والأحكام المسبقة التي تروّج بخصوص المهاجرين يكمن في نزع الطابع الإنساني عنهم أو كما عبّر عن ذلك المفكّر الإيطالي جيورجيو أغامبن، في إدراجهم في خانة Homini sacri ويعني بذلك إنكار كل قيمة دينية أو دنيوية عن القادمين الجدد، ما من شأنه أن يعبّد الطريق لحرمانهم من حقوقهم الإنسانية. ليتم، عبر هذه الصيرورة، الانتقال بمشكل الهجرة من مجال الأخلاق إلى المجال الأمني ومكافحة الجريمة وفي النهاية إلى حالة الطوارئ، يقول باومان، التي جرت العادة على إعلانها حين التعرّض لهجوم عسكري.

تعليقات مضافه من الاشخاص

كتب لنفس المؤلف