رسائل الحب والحرب بين القدس ودمشق راما جمال

رسائل الحب والحرب بين القدس ودمشق

غير متاح

إذاً سَنَعُود من القُدْس إلى دِمَشْق..وَضّبَ حقيبتهُ الصغيرة لِغيابِ أسبوعٍ لا أكثر ، فهو لا يقوى على فراق القدس والصلاة في الأقصى ، أخذ كيساً يحمل فيه تراباً من باحة الأقصى ، أوصاني أن أنثره في تراب قبره وقبر ثُريا في دمشق إن شاء القدر أن يكون ختام عمره في مسقط رأسه ، كان وطنه الأكبر ذاك الذي قضاه خمسين عاماً في القدس ، ذاك الوطن الجذع المُعمِّر المُتشبث بتلك الجذور الراسخة في باطن الأرض المظلمة التي غابت عنه زماناً و مكاناً و أرواحاً أضناها فراقه المرير، ذاك الوطن الضائع من الذاكرة، الوطن الجريح من أهوالٍ أصابته لعقدٍ و أكثر..أي وطنٍ في دمشق سأُعرف جدي عليه من جديد..وطن الخمسون عاماً من الغياب ؟!!..أم بقايا الوطن الحاضر من الهاربين ذعراً و رُغماً بحثاً عن الحياة والعابرين لرحمة السماء قهراً ويأساً إلا من روح الله..أم سيكون وطنه فقط ذاكرة طيبة من زقاق حاراتنا وجيراننا و ورشته في سوق باب توما و مدحت باشا من تحف الموزاييك الدمشقي..فيتبعها براحةٍ و رشفة قهوة في بيتنا الدمشقي بحضور بحيرتنا وشجرنا وياسميننا والخُزامى و رسائل ثريا..يَعرُب كان كُل الأوطان التي لا و لن تُهزم ذاكرتها رُغماً عن كُل الشرور.. ذاكرة الياسمين ..كانت نهايةً جَلية بذاك النور من الإيمان وصبر جدي يَعْرُبْ..بل كانت بدايةً طيبة المنال بذاك الأمل الذي تحقق في دعوات جدتي ثُريا وعتبات الياسمين المُنتَظِرة..

تعليقات مضافه من الاشخاص