بيت القاضي محمود عادل طه

بيت القاضي

متاح

انتصف ليل الأمسية الثالثة من مولد الصالحيّة في سماء المحروسة المقمرة، وضجّت الساحة الغربية خارج أسوارها بأهازيج الربابة عن رحلة العارف بالله سيدي تقيّ الدين صالح، مختلطة باستحسانات السّامعين وتعليقاتهم على هامش سيرته، بينما يبتلع نداءاتهم وتجاذبهم إلى المنشد ما حول الحلقة من أصوات متداخلة، حيث ينفضّ الفتية والأحداث نحو مظاهر احتفال أخرى تحييها نساء الغجر وعرّافات البدو وبائعو اللطائف، وهنالك بجوار البئر القديمة كان العطشى يردون الماء في جماعات السّمر، ويحملون بعضًا من الطّعام يتندّرون به وكثيرًا من الحكايات يروونها، لم يكن منهم من يعلم أنّ من خلف الكثيب يطلّ شريد متسلّل يبلغ من العمر ثلاثة عشر عامًا؛ ليسترق السمع إليهم مقحمًا نفسه في حكايات الكبار ونجواهم ومزاحهم....

تعليقات مضافه من الاشخاص