الصافنات الجياد حمزة باغي بلقيس

الصافنات الجياد

متاح

أن يفهم الأبناء مبررات قسوة الآباء، أن يعي الأبناء ما كينونة معاني الأبوة وتداعيتها، أن يكون الابن أبًا فيفهم بلا شرح ولا تبرير ولا حتى نقاش أسباب القسوة أحيانا والتعنت مرة أخرى.. أن يعي معنى المسؤولية ويدرك قدرها الثقيل ويتداركه قبل أوانه، أن يعوض ما افتقده صغيرا من أبيه، فيعطيه أضعافا مضاعفة لابنه..كل ذلك وأكثر في رواية الكاتب الموهوب حمزة باغي، ذلك الكاتب الذي اختار حقبة خصبة للكتابة، فتلك مساحة واسعة تملك الأديب من أدواته وتجعله يسبح حرًّا في الوصف والسرد.. نهاية القرن التاسع عشر.. حقبة بها الكثير من المعطيات النفسية والقليل من المعطيات الخارجية، فيستطيع الكاتب الدمج والإبداع حرا طليقا.. وقد استغل حمزة تلك المساحة بكل حذافيرها.. رواية الصافنات الجياد.. شرفت بتدقيقها ومراجعتها لغويًّا، لغة عالية جدًّا جدًّا.. منظمة لأقصى حد.. تدل على كاتب واعي ذي عقل فذ، لم ترهقني كبقية الملفات هذا العام، ولكني استمتعت بها أيما استمتاع، فحمزة يمتلك قلمًا منسابًا في السرد والوصف بلا كلل أو ملل.نجح حمزة في أن يرسل رسائله الرقيقة، من خلال قصة البطل التى سردها بتفاصيلها منذ مولده مرورا بطفولته وبلوغه وشبابه وعلاقته بأمه وأبيه، ووصولا لزواجه وإنجابه وتربيته لأولاده..الرواية أدبية من طراز الأدب الواقعي الكلاسيكي.. قليلة الحوار، او لنقل نادرة، ولكنها مليئة بالوصف البعيد عن الملل، والسرد الأدبي المميز، روح القرن التاسع عشر تحوم حولك وتأخذك هناك بآلة زمنية مريحة..

تعليقات مضافه من الاشخاص

كتب لنفس المؤلف