في الآراء الطبيعية لمتكلمي الإسلام ومقاصدها الإلهية د. عبد الرزَّاق محمد دين إسلامي•الفكر الإسلامي
مقاييس التدين•أصول الدراسات المقارنة وتطورها بين الفقه والقانون•السيرة النبوية والتأسيس الأخلاقي•في تاريخ النظام القانوني الإسلامي•فكرة الافريقية الآسيوية•فكرة كمنويلث إسلامي•تأملات•في مهب المعركة•الصراع الفكري في البلاد المستعمرة•المسلم في عالم الاقتصاد•القضايا الكبرى•بارادايم الغزالي : بحث مستأنف في تأليف أبي حامد وخطابه وتلقيه
في الآراء الطبيعية لمتكلمي الإسلام ومقاصدها الإلهية
متاح
كان عُرْف المتكلمين قد جرى على التمييز بين فنين من الفكر الكلامي، هما بحث مقدمات النظر الفلسفي أو «دقيق الكلام»، وبحث قضايا الاعتقاد الإسلامي أو «جليل الكلام»، وهذا التمييز نفسه كان مؤذنًا بوجوه من التفاوت بينهما؛ فجليل الكلام هو الذي يُطلَب اعتقاده في نفس الأمر، والذي يُلِمُّ به المصنف الكلامي مطولًا أو مختصرًا فلا يخل بشيءٍ منه، وهو كذلك الذي يُنشَر العلم به في جموع العامة، بخلاف دقيق الكلام الذي يكاد يقتصر تناوله على خاصة المتكلمين. تأتي هذه الدراسة، عن مركز نماء، يسعى من خلالها المؤلف للكشف عن طبيعيات علم الكلام والجدل الذي دار حولها عند متكلمة الإسلام، وصلتها وآثارها على مباحث الإلهيات والسمعيات، حيث رصد الباحث أن دارس المقدمات النظرية الكلامية قد يلفته فيها أمران: أحدهما أن متابعة المصنفات الكلامية في مواقع تاريخية مختلفة تفيد أن مساحة الفصول التي تفرد لبحث المقدمات العامة ومسائل الأعراض والجواهر هي مساحة دائمة الاتساع، حتى لتطغى في مثل «المباحث المشرقية» و«المواقف» و«المقاصد» على ما يخصص لبحث الإلهيات والسمعيات جميعًا. والأمر الآخر؛ أن طائفة من المتكلمين تُرتب أحكامًا شرعية شديدة في مسائل ربما لا يظهر أنها تستدعي مثل هذه الأحكام. ويرى المؤلف أن الأمرانِ جديرانِ بأن يلفتا المتابع لعلم الكلام الإسلامي في تطوره التاريخي، ويُغرِياه بأن يبحث في شأن الصلة بين هذه المقدمات النظرية ومسائل الاعتقاد في نفس الأمر من الإلهيات والسمعيات، وكيف اتفق لهذا الضرب من البحث النظري أن ينمو ويمتد في مصنفات أصول الدين حتى تنبني عليه أحكام بهذه الشدة، وينبثق منه جدل بهذا الاتساع، وحتى يبلغ في البناء الفني لبعض تلك المصنفات نحو الثلثين ليدع ثلثًا في تقرير العقائد نفسها، وهي مصنفات علم الكلام المتأخر التي اتسعت في ذلك البحث النظري على نحو أخفى وجه العلاقة بينها وبين الأصول الدينية، وهي الأصول التي أُدْرِجَت تلك المقدماتُ لتكون إثباتًا لها، ودلالةً عليها، أو كما قد نقول «معادلًا نظريًّا» لها.