كُنتُ أعتقدُ أنني وحدي التي أجمعُ أبياتًا مُفردة من الشعر البدوي تسميها القبيلة غناوة عَلم، تلك الأغنيات القصيرة التي تتبادلُها النساءُ في جلسات السمر، وتُؤدى بشكل مُعلن في الأعراس، والغناوة أغنية قصيرة جدًا، تتغنى بالمحبُوب الذي يُشارِ إليه بلفظ عَلم على سبيل الاستعارة، أو الكناية، والتخفي، والعَلَم المٌؤنث أو المُذكر والمُبهم الغامض، هو الشخصُ الوحيدُ الذي ترسلٌ إليه تلك المواجد، فالغنَاوة تستحضرُ بطبيعتها الشعرية، وأبوابها، ومُفرداتها اللغوية - التي تتحدث غالبًا عن الفقد، وأدائها الصوتي الذي يشبهُ التراتيل المُقدسة -أطلالَ عالم من التُجار على قوافلهم، ورعيانًا استوطنوا ارضَ النيل: لكن حنينهم الكامن في القلُوب، يتوقُ إلى تلك الأوطان المفقُودة.
كُنتُ أعتقدُ أنني وحدي التي أجمعُ أبياتًا مُفردة من الشعر البدوي تسميها القبيلة غناوة عَلم، تلك الأغنيات القصيرة التي تتبادلُها النساءُ في جلسات السمر، وتُؤدى بشكل مُعلن في الأعراس، والغناوة أغنية قصيرة جدًا، تتغنى بالمحبُوب الذي يُشارِ إليه بلفظ عَلم على سبيل الاستعارة، أو الكناية، والتخفي، والعَلَم المٌؤنث أو المُذكر والمُبهم الغامض، هو الشخصُ الوحيدُ الذي ترسلٌ إليه تلك المواجد، فالغنَاوة تستحضرُ بطبيعتها الشعرية، وأبوابها، ومُفرداتها اللغوية - التي تتحدث غالبًا عن الفقد، وأدائها الصوتي الذي يشبهُ التراتيل المُقدسة -أطلالَ عالم من التُجار على قوافلهم، ورعيانًا استوطنوا ارضَ النيل: لكن حنينهم الكامن في القلُوب، يتوقُ إلى تلك الأوطان المفقُودة.