كيف قرأ أندريه جيد دوستويفسكي هذا الكاتب الذي عدَّه النقاد المفاتيح الحديدية للأدب الروسي اعترافاً منهم بنبوغ هذا الأديب الذي تكشف رسائله وآثاره الروائية عن كاتب قراؤه ينحصرون في نخبة شديدة التميز الجريمة والعقاب، الحرب والسلم، الناس البسطاء، ذكريات من بيت الموتى، الأخوة كارامازوف، أنا كرنينا وغيرها.في هذا الكتاب قراءة شاملة لمؤلفات دوستويفسكي (مقالات ومحاضرات) تسشجل رأي النقاد من معاصريه فيما كتبه مع تقييم شامل. ومنها نقرأ رأياً لـ: هوفمن عن رسائشلح؛ فيشير إلى أن دوستويفسكي كان لديه نفور رهيب من كتابة الرسائل نفور عجيب لا يمكن دفعه، يقول: الرسائل من الأمور السخيفة، ولا يمكنها، بأي حال، أن تفي بالتعبير عن الذات... هو لم يتصدى للكتابة إذاً إلا بدافع من ضرورة قصوى. كل واحدة من رسائله. هي بمثابة صرخة تقول أنه لم يعد يملك شيئاً البتة، لقد خارت قواه... إنه يستجدي يقول في إحدى رسائله مليئة بهذه الشكوى. وفي الكتاب أيضاً نقرأ ما قاله دوستويفسكي عن ظروف كتابة كل رواية من رواياته وكم استغرقت من سنوات وعن ماذا تتحدث كل رواية والأفكار التي تعبر عنها شخصيات رواياته أو قصصه، مع العلم أن دوستويفسكي إنما يعبر عن أفكاره عبر هذه الشخصيات مجتمعة. فكم من مرة يتوسل كائناً لا وزن له ليصل بنا، عبره، إلى حقيقة يعلّق عليها أهمية كبرى وخاصة عندما يتحدث عما يسميه داء روسيا فيقول: رأيي الخاص، أننا في روسيا، ليس لدينا، في الوقت الحاضر، إنسان يستحق الاعتبار. وينبغي الاعتراف أنها كارثة رهيبة أن تخلو حقبة كاملة من الزمن من شخص يستدعي الاحترام أليس كذلك؟.
كيف قرأ أندريه جيد دوستويفسكي هذا الكاتب الذي عدَّه النقاد المفاتيح الحديدية للأدب الروسي اعترافاً منهم بنبوغ هذا الأديب الذي تكشف رسائله وآثاره الروائية عن كاتب قراؤه ينحصرون في نخبة شديدة التميز الجريمة والعقاب، الحرب والسلم، الناس البسطاء، ذكريات من بيت الموتى، الأخوة كارامازوف، أنا كرنينا وغيرها.في هذا الكتاب قراءة شاملة لمؤلفات دوستويفسكي (مقالات ومحاضرات) تسشجل رأي النقاد من معاصريه فيما كتبه مع تقييم شامل. ومنها نقرأ رأياً لـ: هوفمن عن رسائشلح؛ فيشير إلى أن دوستويفسكي كان لديه نفور رهيب من كتابة الرسائل نفور عجيب لا يمكن دفعه، يقول: الرسائل من الأمور السخيفة، ولا يمكنها، بأي حال، أن تفي بالتعبير عن الذات... هو لم يتصدى للكتابة إذاً إلا بدافع من ضرورة قصوى. كل واحدة من رسائله. هي بمثابة صرخة تقول أنه لم يعد يملك شيئاً البتة، لقد خارت قواه... إنه يستجدي يقول في إحدى رسائله مليئة بهذه الشكوى. وفي الكتاب أيضاً نقرأ ما قاله دوستويفسكي عن ظروف كتابة كل رواية من رواياته وكم استغرقت من سنوات وعن ماذا تتحدث كل رواية والأفكار التي تعبر عنها شخصيات رواياته أو قصصه، مع العلم أن دوستويفسكي إنما يعبر عن أفكاره عبر هذه الشخصيات مجتمعة. فكم من مرة يتوسل كائناً لا وزن له ليصل بنا، عبره، إلى حقيقة يعلّق عليها أهمية كبرى وخاصة عندما يتحدث عما يسميه داء روسيا فيقول: رأيي الخاص، أننا في روسيا، ليس لدينا، في الوقت الحاضر، إنسان يستحق الاعتبار. وينبغي الاعتراف أنها كارثة رهيبة أن تخلو حقبة كاملة من الزمن من شخص يستدعي الاحترام أليس كذلك؟.