التغريبة الفلسطينية 1/2 وليد سيف الشاعر والملك•النار والعنقاء•ملتقى البحرين•مواعيد قرطبة•الشاهد المشهود•حواديت سيما

التغريبة الفلسطينية 1/2

متاح

رحل الرجل الكبير، وتركني بعده أتساءل عن معنى البطولة.. لن تعلن خبر وفاته الصحف والإذاعات، ولن يتسابق الكتاب إلى استدعاء سيرته وذكر مآثره، وقريباً يموت آخر الشهود المجهولين: آخر الرواة المنستين... أولئك الذين عرفوه أيام فتوته جواداً برياً لم يُشرج بغير الربح، فمن يحمل عبء الذاكرة؟ ومن يكتب سيرة من لا سيرة لهم في بطون الكتب؟ أولئك الذين قسموا أجسامهم في جسوم الناس وخلفوا آثاراً عميقة تدل على غيرهم.. ولكنها لا تدل عليهم !. كان علينا أن ننتظر طويلاً حتى تنأى بنا الدنيا عن تلك المطارح إلى مدن الإسفلت والإسمنت التي لا يعشش فيها اليمام ولا تصهل فيها الخيول ولا يطوف في أجوائها دخان القرى ورائحة الطوابين، لندرك في وقت متأخر قيمة الإتصال المباشر بمصادر الطبيعة الأولى.... ثم مع تطاول الزمن وغياب المشهد القديم، صارت تلك الصور الريفية الجميلة أول ما يضيء في الذاكرة فتقع في وهم . أشد بعداً . الحقيقة من أوهام الطفولة البريئة، حين يتواطأ الحنين على طرد صور الشقاء الذي كان يحاصرنا من كل جانب في ذلك الفردوس المفقود

تعليقات مضافه من الاشخاص

كتب لنفس المؤلف