أبشاق الغزال محمد عبد العال علم النفس الاسود•كتاب الاغانى - دراسة نقدية تحليلية للروايات التاريخية فى كتاب الاغانى•تاريخ النص•معجزة من نسل حوا

أبشاق الغزال

غير متاح

تعتقد أنَّك تعرِف القصَّة.. لكنَّك ربَّما تعرِف فقط كيف انتهت.. ولكي ندخل في صُلب الموضوع، علينا أن نعود إلىٰ البداية.. وإنَّني سوف أحكي قصَّة حسَّان ونَوْفَلَة قبل أن يحين الأجلُ المحتوم وينتهي العُمر، فينساها النَّاس، أو يتناسونها فيغيِّروا من تفاصيلها، ومن ترتيب أحداثها، فتلوكها الألسُن، ويصير عاليها سافلها، ويصبح شأنها شأن كُلِّ شيءٍ في بلدنا حين تدور عليه عجلةُ الزَّمن..ولأنَّ هذه القصَّة كانت قد رُوِيَتْ كثيرًا من المرَّات، فقد ضَرَبَتْ بجذورها في قلب كُلِّ إنسان.. وهذه القصَّة لم أشهد من أحداثها شيئًا؛ إنَّما نقلتُها - بالتَّمام والكمال - عن جَدِّي الذي لم يشاهد غير خواتيمها، فاستدرَكَ ما فاته من أحداثها من أبيه وأُمِّه وأقاربه. فصارت بِنْيَةُ هذه الأحداث سليمةً - في نظري - غير كُلِّ الرِّوايات الأخرىٰ التي تروي نفس القِصَّة؛ فإنَّني لم أكُن راوية هذه القِصَّة الوحيد، بل رواها قبلي كثيرون بتفاصيل متباينةٍ عن سَير الأحداث الحقيقيِّ، فتراكبَتْ أحداثُها، واختلفوا في روايتها اختلافًا كبيرًا، فأحببتُ أن تكون مكتوبةً محفوظة، يرجعُ النَّاسُ إليها إذا اختلفوا. وإنَّني ما سجَّلتُ هذه الأحداث وما جمعتُها لشَغل وقتٍ أو لتحبير ورقٍ من باب الفراغ، فلستُ أحتالُ علىٰ القارئ لأسرق اهتمامه؛ لكنَّني جمعتُها لأنَّها حَدَثَتْ، حَدَثَتْ كما لو أنَّ ذلك قد حَدَثَ لكُلِّ إنسانٍ منهم، ومنهم مَنْ يُرِد إعادة صياغتها بنفسه، ولكن بغير نهايتها هذه؛ فإنَّ كُلَّ إنسانٍ في النَّجع لا يزال يتذكَّر هذه الأُسرة، قد يكون بعضُ المسنِّين ممَّن رأوا هذه الأُسرة علىٰ قيد الحياة، لكنَّ مَنْ سمعوا قصَّتهم من آبائهم أو أجدادهم، فهُم يتذكَّرونها دائمًا وإلىٰ الأبد.

تعليقات مضافه من الاشخاص

كتب لنفس المؤلف