سيدات البلاط العباسي مصطفي جواد التاريخ•دراسات تاريخية سيدات البلاط العباسي

لم يزل تاريخ بني العباس منتجعاً خصباً لطريف الأخبار، ومظنة رائقة لفنون الآداب، ومراداً مؤنساً لمؤرخي التمدن والتقدم، وسجلاً ضخماً للرسوم الإبتكيت والعلوم والأنباء الطريفة والأقوال الحصيفة والمقالات العجيبة والحوادث الرائعة والمحاضرات الممتعة والتراجم المؤنقة النافعة.ومن طريف ما اضطمت عليه إحناؤه وتضمنته أثناؤه، تراجم أميرات من نساء الخلفاء وأمهاتهم وذوات قرباهم تصفی الأفئدة لسماع اخبارهن، وترتاح النفوس إلى معرفة آثارهن، وتنصت الأذان لقاص مآثرهن، ويبتهج محبو التاريخ بقراءة سيرهن، فإن كل ذلك أدباً عالياً وأخلاقا ركبة زاهية وأعمالا بهية، وسمو نفوس كرائم، وكرامة طباع عظيمة، وديانة متينة وتقوى رصينة، وأفعال بر واسع، وإحسانا متصلا بو في ذلك أيضا قدوة سامية لذوات النفوس العلية، وأسوة حسنة للمؤثرات الإنسانية على أنفسهن، احفضالات الاخرة على الدنياء المستحبات التاريخ الأزهر على التاريخ الأغبر.