قبة الغورية محمد ثروت حكاية طائر الكركي•حوار الاديان وأثره علي التعايش السلمي

قبة الغورية

متاح

في وقت الظهيرة والشمس ترسل أشعتها الذهبية على المكان، تمضي امرأة في نهاية عقدها الثاني وفي يدها صغيرها البالغ من العمر سبع سنوات، كانت المرأة على قدر من الجمال وفصاحة اللسان فكانت بارعة في مساومة البائعين وهي تتسوق وفي يدها ابنها الذي كان لا يهتم بمساومة أمه بقدر ما كان يهتم بالاستغراق في تأمل أشكال الخضار والفاكهة التي تذهب بعقله كل مذهب، فتارة يقول في نفسه لماذا هذه سموها طماطم؟ ولماذا هذا فلفل ألا يكون خيارًا ونحن لا نعرف والخيار هو الذي اسمه فلفل؟ وهذا البائع لماذا يبدو كالأحمق أن أنفه طويل جدًا وهذه التي بجانبه زوجته تبدو كالغولة لا تنطق بكلمة إلا ويأتي معها رذاذ من فمها تطلقه كالرصاص على وجوه الزبائن وابنتهما لا تقل رعبًا عنهم فهي تمسك بتلابيب طفل وتطرحه أرضًا لأنه غلبها في لعب البلي. أخيرًا انتهت أمي من المساومة، سرت بجانبها نتحرك ببطء فتارة أجدها تنظر إلى اليسار على دكان عمي «عبدون» الجزار تطيل النظر على قطع اللحم المعلقة أمام الدكان وتارة على دكان عمي «صميدة» الفرارجي ثم تعض على شفتيها وتجرني من يدي قائلة:- هيا تحرك!

تعليقات مضافه من الاشخاص

كتب لنفس المؤلف