عبد الناصر طريق إلى ليلة الرحيل محمد الشماع التاريخ•دراسات تاريخية النقراشي : المغامر الشهيد•ميمي شكيب•الشوارع الخلفية - عن المهمل و المسموم في تاريخ مصر•السرايا الصفرا•الشعب يبدي رايه في كل ما حدث
بنو إسماعيل (دراسة عن البدو المصريين)•تاريخ بني اسرائيل المجلد الاول•تاريخ سكك حديد مصر•العلويون الف عام من العزلة•الغرب: تاريخ جديد لفكرة قديمة•تاريخ قطر في دليل لوريمر 1766 - 1907 قراءة نقدية•السافل والمضحك•تاريخ عالمي للهراء•لهجات العرب قبل الإسلام•تاريخ الترجمة في مصر - في النصف الأول من القرن التاسع عشر عهد الحملة الفرنسية وعصر محمد علي•التاريخ المقنع : هل التاريخ حدث أم فكرة ؟•الخلافة والدين والدولة : حفر في السياق الفكري لإلغاء الخلافة الإسلامية
في العاصمة، أغلقت المحال أبوابها، واتشحت السيدات بالملابس السوداء الباهتة. تلاوة القرآن سُمعت في عموم مصر من مكبرات الصوت في المساجد. حالات إغماء عديدة، وسيارات إسعاف تجوب الشوارع وتعجز عن اختراق الحشود التي بدأت تتجمع في عدة مناطق.كانت أبرزها وأكثرها ازدحاماً منطقة القصر الجمهوري، حيث تجمع نحو مليون شخص ينشدون أغنيات متداخلة وهتافات أكثر تداخلاً، كانت انفعالات الناس عنيفة جداً، وكان الشباب يتسلقون العمارات الشاهقة وقطارات المترو ويجلسون إلى جوار أسلاك الكهرباء. لم يعد أحد منهم يشعر بأي خطر. فقد مات كبيرهم.رحل جمال عبدالناصر وعمره 52 عاماً فقط. رحل وفي عنقه مسؤولية هزائم قاسية ونصر قريب. رحل مُباغتاً آمال من وضعوا في عنقه هذه المسؤولية، سواء من المؤيدين الداعمين أو من الذين كرهوا طريقته في إدارة الدولة. رحل وقد تحقق نصف الحلم الذي هو في جهة لم يتحول إلى كابوس، وفي جهة أخرى لم يتحول إلى حلم كامل. رحل بعد أن سلك طريقاً غير ممهد صحياً وإنسانيا، ولكنه طريق يستحق أن نرصده ونرويه.
في العاصمة، أغلقت المحال أبوابها، واتشحت السيدات بالملابس السوداء الباهتة. تلاوة القرآن سُمعت في عموم مصر من مكبرات الصوت في المساجد. حالات إغماء عديدة، وسيارات إسعاف تجوب الشوارع وتعجز عن اختراق الحشود التي بدأت تتجمع في عدة مناطق.كانت أبرزها وأكثرها ازدحاماً منطقة القصر الجمهوري، حيث تجمع نحو مليون شخص ينشدون أغنيات متداخلة وهتافات أكثر تداخلاً، كانت انفعالات الناس عنيفة جداً، وكان الشباب يتسلقون العمارات الشاهقة وقطارات المترو ويجلسون إلى جوار أسلاك الكهرباء. لم يعد أحد منهم يشعر بأي خطر. فقد مات كبيرهم.رحل جمال عبدالناصر وعمره 52 عاماً فقط. رحل وفي عنقه مسؤولية هزائم قاسية ونصر قريب. رحل مُباغتاً آمال من وضعوا في عنقه هذه المسؤولية، سواء من المؤيدين الداعمين أو من الذين كرهوا طريقته في إدارة الدولة. رحل وقد تحقق نصف الحلم الذي هو في جهة لم يتحول إلى كابوس، وفي جهة أخرى لم يتحول إلى حلم كامل. رحل بعد أن سلك طريقاً غير ممهد صحياً وإنسانيا، ولكنه طريق يستحق أن نرصده ونرويه.