لقد أثارت الداروينية منذ ظهورها منتصف القرن التاسع عشر، جدلا مستمرا حول العديد من التساؤلات التي تمس صميم الوجود الإنساني. برز من بينها سؤال؛ كيف يجب أن نعيش؟ فبينما تعامل العديد من الفلاسفة واللاهوتيين مع هذا السؤال خارج نطاق العلم، آمن أبرز داعمي النظرية الدروينية من بيليوجيين وأطباء ومنظرين اجتماعيين ومروجين للنظرية بإن للداروينية نتائج بليغة الأثر على الأخلاقيات والآداب. أكد الكثيرون بأن الداروينية بتقديمها تفسير طبيعاني عن أصل الأخلاق والآداب، سددت الضربة القاضية للأخلاقيات اليهودية المسيحية السائدة أنذاك، فضلا عن تلك الخاصة بالفيلسوف كانت وأي شرائع أخلاقية ثابتة أخرى. لو أن الأخلاق بنيت على الغرائز الاجتماعية التي تتبدل بمرور الزمن التطوري، إذا يتوجب أن تكون الأخلاق نسبية حسب ظروف الحياة في أي وقت من الأوقات! ولذلك ساهمت الداروينية -بالإضافة إلى أشكال أخري تاريخية صاعدة في القرن التاسع عشر- لظهور مفهوم النسبية الأخلاقية
تعليقات مضافه من الاشخاص
اشترك في قائمة الاصدارات لمعرفة احدث الكتب والعروض
تاكيد الدفع بالبطاقة الائتمانية
برجاء الضغط علي موافق ليقوم الموقع بتحويلك لبوابة الدفع الالكتروني
لقد أثارت الداروينية منذ ظهورها منتصف القرن التاسع عشر، جدلا مستمرا حول العديد من التساؤلات التي تمس صميم الوجود الإنساني. برز من بينها سؤال؛ كيف يجب أن نعيش؟ فبينما تعامل العديد من الفلاسفة واللاهوتيين مع هذا السؤال خارج نطاق العلم، آمن أبرز داعمي النظرية الدروينية من بيليوجيين وأطباء ومنظرين اجتماعيين ومروجين للنظرية بإن للداروينية نتائج بليغة الأثر على الأخلاقيات والآداب. أكد الكثيرون بأن الداروينية بتقديمها تفسير طبيعاني عن أصل الأخلاق والآداب، سددت الضربة القاضية للأخلاقيات اليهودية المسيحية السائدة أنذاك، فضلا عن تلك الخاصة بالفيلسوف كانت وأي شرائع أخلاقية ثابتة أخرى. لو أن الأخلاق بنيت على الغرائز الاجتماعية التي تتبدل بمرور الزمن التطوري، إذا يتوجب أن تكون الأخلاق نسبية حسب ظروف الحياة في أي وقت من الأوقات! ولذلك ساهمت الداروينية -بالإضافة إلى أشكال أخري تاريخية صاعدة في القرن التاسع عشر- لظهور مفهوم النسبية الأخلاقية