ميرامار نجيب محفوظ أدب عربي•دراما تحت المظلة•التنظيم السري•الجريمة•همس الجنون•اللص و الكلاب : رواية مصورة•أمام العرش•فتوة العطوف•رأيت فيما يرى النائم•صباح الورد•القرار الأخير•الفجر الكاذب•بيت سيئ السمعة•شهر العسل•حكاية بلا بداية ولا نهاية•خمارة القط الأسود•صدى النسيان•يوم قتل الزعيم•الباقي من الزمن ساعة•عصر الحب•قشتمر•رحلة ابن فطومة•حكايات حارتنا•السراب•كفاح طيبة
أربع ورديات•العاقرات ينجبن أحيانا•أمواج الحياة•ذاكرة المتعة•الحب عربة مهترئة•الحارس يصافح الموت بجناحي فراشة•مسافة تصلح للخيانة•حكايات عزيزة•أغنية الوالي•حشرات سوداء•آخرة صبري•تغريب
الإسكندرية أخيراً. الإسكندرية قطر الندى، نفثة السحابة البيضاء، مهبط الشعاع المغسول بماء السماء، وقلب الذكريات المبللة بالشهد والدموع. العمارة الضخمة الشاهقة تطالعك كوجه قديم، يستقر في ذاكرتك فأنت تعرفه ولكنه ينظر إلى لا شيء في لا مبالاة فلا يعرفك، كلحت الجدران المقشرة من طول ما استكنت بها الرطوبة.وأطلت بجماع بنيانها على اللسان المغروس في البحر الأبيض، يجلل جنباته النخيل وأشجار البلح ثم يمتد من طرق قصي حيث تفرقع في المواسم بنادق الصيد. والهواء المنعش القوي يكاد يقوض قامتي النحيلة المقوسة، ولا مقاومة جدية كالأيام الخالية. ماريانا، عزيزتي ماريانا، أرجو أن تكوني بمعقلك التاريخي... وعلى دنياي السلام. لم يبق إلا القليل، والدنيا تذكر في صورة غريبة للعين الكليلة المظللة بحاجب أبيض منجرد الشعر. ها أنا أرجع إليك أخيراً يا إسكندرية. ضغط على جرس الشقة بالدور الرابع. فتحت شراعة الباب، فتحت شراعة الباب لنا وجه ماريانا، تغيرت كثيراً يا عزيزتي. ولم تعرفني من الطرقة المظلمة. أما بشرتها البيضاء الناصعة وشعرها الذهبي فقد توهجا تحت ضوء ينتشر من نافذة بالداخل، بنسيون ميرامار؟ نعم يا فندم! أريد حجرة خالية.
الإسكندرية أخيراً. الإسكندرية قطر الندى، نفثة السحابة البيضاء، مهبط الشعاع المغسول بماء السماء، وقلب الذكريات المبللة بالشهد والدموع. العمارة الضخمة الشاهقة تطالعك كوجه قديم، يستقر في ذاكرتك فأنت تعرفه ولكنه ينظر إلى لا شيء في لا مبالاة فلا يعرفك، كلحت الجدران المقشرة من طول ما استكنت بها الرطوبة.وأطلت بجماع بنيانها على اللسان المغروس في البحر الأبيض، يجلل جنباته النخيل وأشجار البلح ثم يمتد من طرق قصي حيث تفرقع في المواسم بنادق الصيد. والهواء المنعش القوي يكاد يقوض قامتي النحيلة المقوسة، ولا مقاومة جدية كالأيام الخالية. ماريانا، عزيزتي ماريانا، أرجو أن تكوني بمعقلك التاريخي... وعلى دنياي السلام. لم يبق إلا القليل، والدنيا تذكر في صورة غريبة للعين الكليلة المظللة بحاجب أبيض منجرد الشعر. ها أنا أرجع إليك أخيراً يا إسكندرية. ضغط على جرس الشقة بالدور الرابع. فتحت شراعة الباب، فتحت شراعة الباب لنا وجه ماريانا، تغيرت كثيراً يا عزيزتي. ولم تعرفني من الطرقة المظلمة. أما بشرتها البيضاء الناصعة وشعرها الذهبي فقد توهجا تحت ضوء ينتشر من نافذة بالداخل، بنسيون ميرامار؟ نعم يا فندم! أريد حجرة خالية.