لأن الله يدري•جمال معتق•العائدون من الماضي•مخيال معيوف• اسفار مدينة الطين 1/2• حامل مفتاح المدينة• اختفاء السيد لا أحد• عنكبوت في القلب•عذاري وتوابيت•وكالة النجوم البيضاء•ميكروفون كاتم صوت•طليقة ذنوبي
مع كل نقلة قامت بها فولا من قريتها إلى المدرسة الثانوية في المدينة، ثم إلى الجامعة في أوغندا، تعلمت أن المجتمع يزداد انفتاحًا وقبولا للاختلافات كلما كان متضمنا أناسًا ذوي أصول وثقافات مختلفة. لكن القاهرة هدمت هذه الفكرة من أساسها، فالتنافر بين أهل القاهرة ليس مبنيًا على مظهر وحيد للاختلاف كالديانة أو اللون أو الانتماء السياسي، إنه تنافر إنساني شامل. كل من فيها يقلل من شأن الجميع ويستخف بكل من يختلف معه حتى في أبسط الأمور، وكأن حياتهم ورؤوسهم لا يملؤها شيء ذو قيمة حقيقية، فتصبح سفائف الأمور هي ما يشكل شخصياتهم وإحساسهم بقيمتهم، فيستميتون في الدفاع عنها والتقليل من شأن من يختلف معهم. إنه مجتمع شديد التناقض؛ يدعو الغرباء بنعومة وحميمية ظاهرة، فيُغريهم ليندمجوا به وكأنهم ترعرعوا فيه، ليبدأ بعد ذلك في تأديبهم بقسوة لأنهم قبلوا على أنفسهم هذا الاندماج.
مع كل نقلة قامت بها فولا من قريتها إلى المدرسة الثانوية في المدينة، ثم إلى الجامعة في أوغندا، تعلمت أن المجتمع يزداد انفتاحًا وقبولا للاختلافات كلما كان متضمنا أناسًا ذوي أصول وثقافات مختلفة. لكن القاهرة هدمت هذه الفكرة من أساسها، فالتنافر بين أهل القاهرة ليس مبنيًا على مظهر وحيد للاختلاف كالديانة أو اللون أو الانتماء السياسي، إنه تنافر إنساني شامل. كل من فيها يقلل من شأن الجميع ويستخف بكل من يختلف معه حتى في أبسط الأمور، وكأن حياتهم ورؤوسهم لا يملؤها شيء ذو قيمة حقيقية، فتصبح سفائف الأمور هي ما يشكل شخصياتهم وإحساسهم بقيمتهم، فيستميتون في الدفاع عنها والتقليل من شأن من يختلف معهم. إنه مجتمع شديد التناقض؛ يدعو الغرباء بنعومة وحميمية ظاهرة، فيُغريهم ليندمجوا به وكأنهم ترعرعوا فيه، ليبدأ بعد ذلك في تأديبهم بقسوة لأنهم قبلوا على أنفسهم هذا الاندماج.