مم و زين أحمد خاني دين إسلامي•تصوف

ينقسم الكتاب إلى قسمين: يتطرّق القسم الأوّل إلى الحزمة المعلوماتيّة التي مهّدت لولادة نصّ الملحمة وتشتمل على فكر أحمد خاني وتاريخه القومي والديني والثقافي والأدبي، وأثر الأفكار الصوفية والفلسفية في أحداث الملحمة. كما ويضم هذا القسم مقدّمات الطّبعات السّابقة للمترجم جان دوست وللمفكر هادي العلوي حول أهمية النص تاريخيا وعقائديا ولغويا.ولا ينسى المفكر هادي العلوي أن يشدد على أهمية أحمد خاني في الثقافة الكردية حيث «تميز بوعيه القومي فحمل لواء الثورة على غاصبي بلاده ومستعبدي شعبه، فهو أبو الثورة الكردية كما هو أبو الثقافة الكردية، وله دَين في عنق الأكراد يزيد عن ديونهم التي يدفعونها يوميا لزعمائهم».أما القسم الثاني من الكتاب، فيتجنّد المترجم بدقّة وتفصيل بالغَين، من أجل توضيح المتن وفق أبواب ومواضيع رئيسية لكل باب في هذه الملحمة: الديباجة، فلسفة العشق، قلق وحيرة، في مدح النبي عليه السلام، في طلب الشفاعة من النبي [...] وصف أمير بوطان وأختيه زين وستي، في الحديث عن جمال زين وستي، الصديقان مم وتاجدين، عيد نوروز، لقاء العشاق في نوروز، آثار العشاق في مم وتاجدين، مساعي العجوز لمعرفة العاشقين، عودة العجوز إلى الأميرتين، الاحتفال بخطبة تاجدين وستي، العرس، وما إلى ذلك من أحداث رئيسية أهمها لقاء العاشقين مم وزين في حديقة الأمير، وفشل الوصل بينهما، وإحراق تاجدين لمنزله حتى لا ينفضح أمر صديقه، وزج مم في الحبس وتوصيف عذاباته هناك انتهاءً بموته قبل إنقاذه، وموت زين حزنًا. تشكل فصول موت مم وردّة فعل زين من بعدها أهم فصول الملحمة. تنعطف الحكاية انعطافة حادة لتتحوّل من قصة حب عادية إلى قصة حب صوفية، وفي باب «اللقاء الأخير» يدخل أحمد خاني عالم التصوف والتجلي بابتعاد مم وزين عن عالم الحب المألوف، كما يقول المترجم، ودخولهما في تجربة الحب الصوفي.