الاورجانون الجديد عادل مصطفي /فرنسيس بيكون الفلسفة

أين ذهب المستقبل؟•انتصار الدين•سادة الجنس البشري•عن السلطة والأيديولوجيا•أربع وعشرون ساعة من حياة سقراط•غلاة الأنوار•الحكمة القديمة•حديث الصمت•الأزمنة العدمية : التفكير مع ماكس فيبر•فن أن تكون دائما علي صواب•فلسفات التعددية الثقافية•الإبستمولوجيا - مقدمة معاصرة في نظرية المعرفة

الاورجانون الجديد

متاح

يقول فرنسيس بيكون فى كتابه: إن أولئك الذين تصدوا للإفتاء فى شأن الطبيعة وكأن أمرها محسوم ومفروغ منه، سواء كان ذلك عن ثقة ساذجة بالنفس أو عن تقعرٍ أكاديمى، أولئك قد ألحقوا بالفلسفة وبالعلوم أشد الضرر، لقد نجحوا فى خنق البحث وإغلاق باب التساؤل لقدر نجاحهم فى نشر رأيهم وكسب الآخرين إليه، ولم تؤت جهودهم ذاتها من شىء يعوض ما جنت أيديهم بإخماد جهود غيرهم وإفسادها.ويقول: أما أولئك الذين اتخذوا اتجاهاً معاكسًا وقالوا باستحالة معرفة أى شىء، سواء عقدوا هذا الرأى من جراء بغضهم لقدامى السوفسطائيين أو من جراء تردد العقل أو حتى من فرط المعرفة، فمن المؤكد أنهم قدموا لذلك أسباباً لا يستهان بها؛ إلا أنهم لم يصدروا فى رأيهم من مقدمات صحيحة، ولم ينتهوا إلى استنتاجات منصفة، فقد جرفهم الحماس والتكلف بعيدًا عن كل حدود الاعتدال والقصد، أما اليونانيون الأقدم “الذين ضاعت كتاباتهم” فقد اتخذوا موقفًا أكثر حصافة بين هذه الطرفين – بين التوقح الدوجماطيقى واليأس الارتيابى.. بين التجرؤ بالإفتاء فى كل شىء واليأس من معرفة أى شىء. وبرغم شكواهم الكثيرة المريرة من مصاعب البحث وغموض الأشياء فقد ظلوا قابضين على الجمر مواصلين مسعاهم ومشتبكين مع الطبيعة، وقد ارتأوا، فيما يبدو أن أفضل طريقة لحسم هذه المسألة ذاتها – مسألة إمكان المعرفة – هى المحاولة لا المجادلة، غير أنهم أيضًا اتكؤوا على قوة أفهامهم وحدها، فلم يتبنوا قواعد محددة، وعولوا فى كل شىء على حدة الذهن وعلى النشاط العقلى الدائب والمتصل.

تعليقات مضافه من الاشخاص

صدر حديثا لنفس التصنيف

الاكثر مبيعا لنفس التصنيف