سحر الأماكن - سنوات من العمر تاريخ وتأملات•مرسال الحب•في أمان الله•اخر ما قالته ملامحك•ابق حيا للأبد•انا مين•رنة خيال•ما تبقي من حبري•بعد منتصف الليل•صفعات•سكر البوح•نقطة ومن اول السطر
يومٌ جديد في عدّاد الحياة، بعضنا يراه زادَ فيها، وبعضنا يراه نقصَ منها. الحياةُ مهلةٌ قصيرة، وغاياتنا الكبرى فيها تساومُنا عليها عقاربُ الساعة، أنا عن نفسي لو واصلتُ الحياةَ بهذه الطريقةِ المشعَّثَةِ متأرجحًا على حبل الشتاتِ فلن أصلَ لعُشرِ معشارِ غاياتي! لذلك توقفتُ زمنًا ابتعدتُ فيه عن ذلك الستار الذي نسميه التعوّد.. فرأيتُ الصورةَ كاملةً، رأيتُ كلَّ أبوابي ونوافذي مفتوحةً، والأوراقَ التي كنت أظنها مصففةً فوق طاولتي؛ هنا وهناكَ مبعثرةً ترقِّصها الرياح!توقفتُ مليًّا، ثم توجهتُ إلى نفسي فعلَّمتُها ثقافةَ الترك، وأذقتها لذاذةَ التقليل، وتخليتُ عن أشياءَ كثيرةٍ كنت أظنها ستخدمني يومًا، ولم أنتبه أنني أنا من كان يخدمها طيلةَ الأيام! يممتُ وجهيَ شطرَ أوراقي المبعثرة.. جمّعتها، ورتّبتها، ثم أحرقت ما يجب أن يُحرَق، ولم أبقِ إلا على المهم، ثم فعلت ذلك مع كل شيءٍ ماديٍّ في غرفتي، بل تعدَّيتُ تقليلَ ذلكَ إلى تقليلِ الأشياءِ الافتراضية؛ فانسحبت من أكثر وسائلِ التفاصُلِ الاجتماعي، وأبقيتُ على ما أنشط فيه فقط وهما الفيسبوك والتليجرام وحذفتُ أكثر من 250 Gb من ملفات الحاسوب التي كنت أوهم نفسي أنني سأفتحها يوما، ولم أفعل، والأكيد أنني كما لم أفعل، فلن أفعل. نحن ملوَّثون -من حيث ندري أو لا ندري- بِلَوثَةِ الماديَّة، فترانا نركضُ وراءَ كل شيءٍ آخر، كلِّ نسخةٍ جديدة.. نحاول إشعارَ أنفسنا أننا أغنياءُ بالجديد الذي ملكناه منذ قليل! وفي الحقيقةِ ليسَ الغِنى إلا عن الشيءِ لا بِه. الحياةُ الجميلةُ الغضَّةُ الخضراء، تنسحبُ من بين أيدينا ونحن نعيشها في فنائها الخلفيِّ ووجوهنا إلى حائطٍ ما. نعم، حان وقتُ الالتفات..
يومٌ جديد في عدّاد الحياة، بعضنا يراه زادَ فيها، وبعضنا يراه نقصَ منها. الحياةُ مهلةٌ قصيرة، وغاياتنا الكبرى فيها تساومُنا عليها عقاربُ الساعة، أنا عن نفسي لو واصلتُ الحياةَ بهذه الطريقةِ المشعَّثَةِ متأرجحًا على حبل الشتاتِ فلن أصلَ لعُشرِ معشارِ غاياتي! لذلك توقفتُ زمنًا ابتعدتُ فيه عن ذلك الستار الذي نسميه التعوّد.. فرأيتُ الصورةَ كاملةً، رأيتُ كلَّ أبوابي ونوافذي مفتوحةً، والأوراقَ التي كنت أظنها مصففةً فوق طاولتي؛ هنا وهناكَ مبعثرةً ترقِّصها الرياح!توقفتُ مليًّا، ثم توجهتُ إلى نفسي فعلَّمتُها ثقافةَ الترك، وأذقتها لذاذةَ التقليل، وتخليتُ عن أشياءَ كثيرةٍ كنت أظنها ستخدمني يومًا، ولم أنتبه أنني أنا من كان يخدمها طيلةَ الأيام! يممتُ وجهيَ شطرَ أوراقي المبعثرة.. جمّعتها، ورتّبتها، ثم أحرقت ما يجب أن يُحرَق، ولم أبقِ إلا على المهم، ثم فعلت ذلك مع كل شيءٍ ماديٍّ في غرفتي، بل تعدَّيتُ تقليلَ ذلكَ إلى تقليلِ الأشياءِ الافتراضية؛ فانسحبت من أكثر وسائلِ التفاصُلِ الاجتماعي، وأبقيتُ على ما أنشط فيه فقط وهما الفيسبوك والتليجرام وحذفتُ أكثر من 250 Gb من ملفات الحاسوب التي كنت أوهم نفسي أنني سأفتحها يوما، ولم أفعل، والأكيد أنني كما لم أفعل، فلن أفعل. نحن ملوَّثون -من حيث ندري أو لا ندري- بِلَوثَةِ الماديَّة، فترانا نركضُ وراءَ كل شيءٍ آخر، كلِّ نسخةٍ جديدة.. نحاول إشعارَ أنفسنا أننا أغنياءُ بالجديد الذي ملكناه منذ قليل! وفي الحقيقةِ ليسَ الغِنى إلا عن الشيءِ لا بِه. الحياةُ الجميلةُ الغضَّةُ الخضراء، تنسحبُ من بين أيدينا ونحن نعيشها في فنائها الخلفيِّ ووجوهنا إلى حائطٍ ما. نعم، حان وقتُ الالتفات..