تفسير التوراة بالعربية (1-2) الجاؤون سعاديا بن يوسف الفيومي دراسات فكرية

خيال الظل•الضروري في فقه العلوم 2 : مدخل إلى فقه العلوم الإسلامية•الضروري في فقه العلوم 1 : مدخل إلى الإبستمولوجيا وفلسفة العلوم المعاصرة•تاريخ الفكر التركي المعاصر•ومضات من الفكر - في السياسة والدين والأخلاق والفن والحياة•الثقافة العربية - تحديات ورؤى•المثلية الجنسية : سياقاتها التاريخية ومنطلقاتها الفكرية•كيف يمكن تغيير العالم ؟ - حكايات عن ماركس والماركسية•علم نفس قرآني جديد•إنقاذ الإسلام•محاكمات بدائع التحديث : الإصلاح العالمي والمادي للإسلام في عصر محمد رشيد رضا•معركة كتاب تاريخ التمدن الإسلامي في مصر : دراسة ونصوص

تفسير التوراة بالعربية (1-2)

متاح

فنحن إذ نُقدِّم للمكتبة العربية هذا السِّفر الجليلَ في صناعته اللغوية من قِبلِ ((الجاؤون سعاديا الفيومي - Gaon Saadiah El- faeumi))، والمهيبَ في تعليقاته الأدبية، والنقدية، والفكرية من خلال مُنقحرِهِ ومحققهِ للغة العربية ((فخر الدين حمزة الكهرمان آبادي))، نُسفِرُ بهِ عن نهضةٍ حقيقية في الكشف عن نتاج اليهود العرب الذين قطنوا في المنطقة العربية، فعاشوا فيها آمنين مطمئنين، ينهلون من ثقافتنا العربية والإسلامية فيلجئون إلى فروع علوم اللُّغة ابتداءً، والعلوم الفقهية والعقدية أيضًا، فلم نكتفِ بأننا سمحنا لهم باقتراض العربية ليقيموا بها كتبهم المقدسة، وإنما سمحنا لهم كذلك باقتراض ثقافتنا الإسلامية. وقد يَعجب البعض من ذلك، ويظن أن العالم القديم كان يسمح بنقل الكتب المقدسة لغير العبرية واليونانية واللاتينية، ولكن هذا ظنُّ الغُمْر ممن لا يعرف تاريخ العالم القديم؛ فلقد نُبشَ قبر أحد أعظم علماء النصارى بعد موته بخمسين عامًا، ثم دقُّوا رفاته بعد حرقه، وذرُّوا رماده في نهر سويفت، الذي يتدفق عبر لوتورورث في انجلترا، وهو العالم الإنجليزي ((جون ويكليف - John Wycliffe))( )، وكانت جريمته العظمى آنذاك، هي أنه ترجم الكتاب المقدس للإنجليزية.! وكان هذا في القرن الرابع عشر الميلادي، أي بعد ((الجاؤون سعاديا)) بخمسة قرونٍ كاملة وبضع سنوات، وإذا كان الأول أحرقوا رفاته بعد موته، فهناك من أحرقوه حيَّا لذات الجُرم، وهو ترجمة الكتاب المقدس للغة الإنجليزية، وقد حدث هذا لأحد أهم علماء النقد النصي وصاحب الترجمة النقدية الأشهر ((ويليام تينديل - William Tyndale))( )، وترجمته تلك التي أُحرق بسببها، كانت بعد ترجمة الجاؤون بأكثر من سبعة قرون.!فالأوربيُّون كانوا يرون بأن الإنجليزية ليست لغةً قديسة كاللاتينية أو العبرية، أو اليونانية، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فكانوا يأنفون عن تناول الكتاب المقدس في أيدي العامة والبسطاء من العمال والمزارعين، فبترجمته للغة الدارجة على الألسنة، يُصبح الكتاب المقدس حينئذٍ متاحًا في أيدي الجميع، وهذا ما كانت تُجرِّمه الكنيسة آنذاك، وتُناهضه، وتُحرِّض عليه بالقول والفعل، وما كان مَن ذكرْنا مِن العلماء الذين أحرقوا بسبب ترجمتهم للكتاب المقدس للغاتٍ أخرى بغير ما عُرفت به في القرون الثمانية الأولى في تاريخ المسيحية، إلا عالمين اثنين من قائمة طويلة جدًّا من علماء الكتاب المقدس الذين أحرقوا لنفس الدَّافع والسبب، إلا أن مقدمتنا هنا ليست منوطة بذكرهم جميعًا؛ وإنما عرَّجنا على ذكر مثالين نُعبِّر بهما عن إجرام الحضارات الغربية في حق معتنقي الديانة المسيحية واليهودية، وتجريم من ينقل الكتاب المقدس إلى تلك اللغات، في الوقت الذي كان فيه الكتاب المقدس بعهدَيه القديم والجديد، يُترجم في حاضنة الأمم والثقافات وهي الدولة الإسلامية آنذاك، ابتداءً من أواخر الدولة الأموية، مرورًا بالعباسية والمملوكية ثم العثمانية ولوقتنا الحاضر.وبذكر ما سبق، فإن فضل الثقافة العربية والإسلامية على أهل الكتاب عظيمٌ جدًّا، لا يكاد يُسعفهم بذاك الفضل شيءٌ يُقدِّمونه لنا جزاء ذلك الفضل، ونحن إذ نُعيد تحقيق هذا السَّفرِ الجليل، فنسافر من خلاله لنسبر غور أعماق اللغة التي استخدمها الجاؤون في ترجمته، لنرى فضل العربية على غيرها من اللغات السَّاميَّةِ الأخرى، وفضل العربية على سائر اللغات السَّاميِّة كَفَضلِ مِداد الحبر على رءوس الأقلام، وكفضل عصا الخيزُران على ذوي الأفهام، فبعصا رياستها قوَّمتهم، وترأَّستهم، فصارت كل اللغات بعد ذلك لها تبعًا، وهي المقدَّمة عليهم في كلِّ مَشربٍ ومسلك.وقد سعدتُ بهذه الترجمة، لِمَا رأيته فيها من مقدِّماتٍ بسيطة، تؤدي الغرض المنشود دون إطنابٍ بزيادة، ودون إيجازٍ بتقصير، هذا بخلاف ما حوته نقحرة المؤلف من عناية في نقل الحرف العبري، وتصويبٍ لما وقع فيه الجاؤون من أخطاءٍ إملائية ونحوية، فأقامها له المحقق النَّابغ كما شهدته له ترجمته مِن غير ما مداهنةٍ متكلِّفة، ولا ملاطفةٍ متعسِّفة، ...

تعليقات مضافه من الاشخاص

صدر حديثا لنفس التصنيف

الاكثر مبيعا لنفس التصنيف