دموع العين اليسرى شيماء الغلبان أدب عربي•خواطر و مقالات

زيارة متأخرة لجنينة الحيوانات - سردية ذاتية متشعبة من جنينة حيوانات الجيزة•سحر الأماكن - سنوات من العمر تاريخ وتأملات•مرسال الحب•في أمان الله•اخر ما قالته ملامحك•ابق حيا للأبد•انا مين•رنة خيال•ما تبقي من حبري•بعد منتصف الليل•صفعات•سكر البوح

دموع العين اليسرى

متاح

لا تبكي يا أمي لم أكن الشاب الذي يلعن حياته، لقد أحببت حياتي من أجل عين أمي، لقد أحببت تلك النظرة التي تملؤها اللهفة والحب، كنت فخورًا بنفسي عندما جائتني تلك الفرصة حتى أدافع عن وطني وأجاهد لحمايته، علمتني أمي أن هذه الأرض لابد أن تكون بنفس مكانتها، أمرتني أن أعتبر هذا الوطن بمثابة الأم والإبنة، التي يجب عليّ حمايتها والحفاظ عليها من أعين هؤلاء الطامعين، لم تبكي أمي يومًا على فراقي، ولكن لا أعلم لما هذه المرة وجدتها تبكي؟ وهي تضمني لصدرها، قالت لي أنها لم تشكوا مني يومًا، وأنها دائِمًا راضية وقلبها يغرد فخرًا بي، تركتها والحيرة تملئ قلبي، أردت أن أقول لها لما البكاء؟ ولكن توقف ثغري عن السؤال، وكأن قلبي كان يعلم الإجابة، والآن وأنا غارق بدمي أود أن أوصيها ألا تبكي، كثيرًا كانت تريدني عريسًا لفتاة جميلة، وأنا الآن سأُزف للجنة، وهل من عروس أجمل من الجنة حتى تزفني إليها، أوصيكِ بالفرح وأريد أن أقول لا تقلقي فأنتِ وأرضي برقاب الكثير، لا تقلقي سيأخذون ثأري ويمحون أثار أقدام هؤلاء الخائنين من أرضنا، فرمال أرضنا ذهب غالي الثمن لن يستطيعوا أن ينالوا منه، لا تتركِ أخوتي قبل أن تأمريهم بالحرص على هذا الوطن، قولي لهم هذه الأرض تحيا بدمائنا، وحتى إن مِتنا ستظل تحيا وتحيا وتعلو شأنًا ولن تنحني يومًا، وحتى يودعون آخر أنفاسهم عليهم بالهِتاف أن بلادنا ستحيا: ستحيا بلادي وإن مِتنا.

تعليقات مضافه من الاشخاص

صدر حديثا لنفس التصنيف

الاكثر مبيعا لنفس التصنيف