فن تكتيف الإنسان باولو ميلونى الفلسفة

عذرًا قرائي الأعزاء...كتابنا هذا صادم كاشف، لا يقف عند سطح الكلمات والمشاعر،وإنما يتجاوزهما إلى أعمق نقطة في كياننا، فتبدو لنا الحقائق جلية واضحة غاية الوضوح، وراقية غاية الرقي، وجريئة غاية الجراة، وقاسية في منتهى القسوة!!هناك خيط رفيع للغاية، يربط بين الجنون والإبداع.. يفشل بعضنا في الحفاظ على حالة توازن الخيط بين طرفيه، فينقطع معلنًا أن هؤلاء الفاشلين قد أصبحوا مجانين بالفعل، بينما ينجح أغلبنا في الحفاظ على عدم انقطاع الخيط، أو بالأحرى أن يحافظوا على ما لديهم من عقل!!خذوا الحكمة من أفواه المجانين ليست مقولة سائرة آسرة مأثورة ساخرة؛ بل إنها مقولة تشير إلى تلك الرؤية المتفردة، التي لا يراها العاديون،الذين يعانون من حالاتشيزوفيرانيا تحت السيطرة،وإنما يراها أولئك، الذاهبون وراء الحدود، والناظرون فيما وراء الصندوق، أولئك المبدعون، أصحاب حالات شيزوفيرانيا أفلتت من السيطرة!!