الإبستمولوجيا - مقدمة معاصرة في نظرية المعرفة روبرت أودي الفلسفة

يقول روبرت أودي في مقدمته التي كتبها للطبعة العربية: يتعامل الكتاب مع مواضيع المعرفة والتسويغ في مجالات كثيرة: من البحث اليوميّ، للمشكلات الخلقية، للدراسات العلمية، وحتى للانشغالات الدينية. كُتِبَ الكتاب كي يُقْتَدَى به في كيفية إمكان تَعَقُّب المشكلات الفلسفية في الإبستمولوجيا، لكنَّ الكتابَ يسعى، كذلك، أن يُشارك مع قرائه قدرًا كبيرًا من التفكير الفلسفيّ. آملُ إمكان التمتُّع بقراءة الكتاب، باعتباره رحلةً إلى المنطقة الفلسفية، وأن يَكون، في الوقت نفسه، مفيدًا في عملية إجلاء المسائل المهمة في أي حقل للبحث ― ولا يَكون ذلك في مجال الحقول الأكاديمية فقط، بل يَكون، كذلك، في مجال الأعمال والمهن ― مثل الصحافة، والقانون، والطب، والتدريس وكذلك، في الحياة اليومية.وكذلك يقول: لم تُتَرْجَم إلى اللغة العربية الفلسفةُ المعاصرة، من النوع الذي يقدّمه هذا الكتاب، في الوقت الراهن، إلى مدى كبير، وأنا واعٍ بأن الفلسفة كما تُدَرَّس الآن باللغة العربية، ليست مُرَكَّزَة على الإبستمولوجيا إلا من حين إلى آخر ― على الرغم من أن هذا التركيزَ المعنيّ، بالطبع، ليس محدود المدى. سأؤكد، إذًا، أن هذا الكتاب يمكن استخدامه في تدريس الفلسفة بالعموم ― في فلسفة العقل، والميتافيزيقا، وفلسفة الدين، وفلسفة العلم، وبالفعل، في الأخلاق. يتعلق الكثير من فصول الكتاب بعناصر في فلسفة العقل. وتتضمن هذه الفصولُ فصولَ الإدراك الحسيّ، والذاكرة، والاستبطان، وبنية المعرفة. تغطي هذه الفصول، بجمعها معًا، أغلب المساحات في المجال المُشْتَرَك بين الإبستمولوجيا وفلسفة العقل. وفيما يتعلق بالميتافيزيقا، الأجزاء الرئيسة من هذه الفصول، وبما يتضمن المادة التي كتبتها عن الصدق والقَبْلِيّ، وثيقة الصلة بالموضوع ― بالأخص، تلك الفصول التي تؤثر في وضع الكيانات المُجَرَّدَةوالحق أنني تعاملت مع هذا الكتاب لمدة تجاوزت عامًا، وقد حاولت تقديم منهج جديد في الترجمة في الحقل الإبستمولوجي؛ كما حاولت جعل الكتاب متكاملًا قدر وسعي كيلا يضطر القارئ إلى الخروج منه والبحث عن شيء استغلق عليه دون إبانة من جانبي أو من جانب الإضافات التي ألحقها المؤلف بالمتن بعد تواصلي المستمر معه.