وادي الكون•حب في غفوته الأخيرة•لا تقصص رؤياك•رحلة من الجنوب•ميثاق النساء•حكاية داليدا•سقوط حر في حقيبة زرقاء•سيامي : حيث تتقاطع الأرواح وتكشف الحياة عن وجوهها المتعددة•نور : ذات الجدائل السوداء•حسنوس•يحدث في صباحات كثيرة•شيطان يحرس الجنة
«صدر قرار يا أبنائي من أمين اللجنة الشعبية العامَّة باستثناء الرعايا الأجانب من التعليم المجَّاني، يعني.. المدارس الحكوميَّة، ستعودون بملفاتكم إلى بيوتكم، مَن يعود راجلاً لبيته يمكنه الإنصراف الآن، أمَّا البقية فبإمكانكم مواصلة اليوم الدراسي حتى يعود بكم أولياء أموركم في التسريح... أرجو لكم التوفيق »، بدا كلامه خاليًا من أي نبرة تعاطُف، وكأنه يُسمِّع ديباجة موزعة على أمثاله من مُدَراء المدارس. ازدحم الهمس بن الأولاد ، ولكنَّ مجدي لم يفهم تمامًا معنى «رعايا أجانب .» «عفوًا يا أستاذ... أنا ليبي .» «حقًّا! ما اسمك؟ »، وقبل أن يبحث في ملفِّه من بين الملفات المرصوصة أمامه نطق أستاذ آخر يقف إلى جوار مدير المدرسة، يعرف مجدي جيِّدًا، فهو زبون لدى خاله ويقيم مجاورًا تماما للمخبز، مسَّد على لحيته بعد أن نزع بقايا السواك من بين أسنانه: «لماذا تكذب يا مجدي؟ .» «أنا لا أكذب.. أمِّي ليبية... أنا مولود ومقيمٌ هنا .» ضحك الأستاذ وبعض الفتية مُُجامَلةً له، فيما أزاح المدير نظارته، همَّ أن ينطق لولا أن سبقه الآخر بحماسة مفرطة: «ادعوهم لآبائهم.. لآبااااااائهم.. فهمت؟ »
«صدر قرار يا أبنائي من أمين اللجنة الشعبية العامَّة باستثناء الرعايا الأجانب من التعليم المجَّاني، يعني.. المدارس الحكوميَّة، ستعودون بملفاتكم إلى بيوتكم، مَن يعود راجلاً لبيته يمكنه الإنصراف الآن، أمَّا البقية فبإمكانكم مواصلة اليوم الدراسي حتى يعود بكم أولياء أموركم في التسريح... أرجو لكم التوفيق »، بدا كلامه خاليًا من أي نبرة تعاطُف، وكأنه يُسمِّع ديباجة موزعة على أمثاله من مُدَراء المدارس. ازدحم الهمس بن الأولاد ، ولكنَّ مجدي لم يفهم تمامًا معنى «رعايا أجانب .» «عفوًا يا أستاذ... أنا ليبي .» «حقًّا! ما اسمك؟ »، وقبل أن يبحث في ملفِّه من بين الملفات المرصوصة أمامه نطق أستاذ آخر يقف إلى جوار مدير المدرسة، يعرف مجدي جيِّدًا، فهو زبون لدى خاله ويقيم مجاورًا تماما للمخبز، مسَّد على لحيته بعد أن نزع بقايا السواك من بين أسنانه: «لماذا تكذب يا مجدي؟ .» «أنا لا أكذب.. أمِّي ليبية... أنا مولود ومقيمٌ هنا .» ضحك الأستاذ وبعض الفتية مُُجامَلةً له، فيما أزاح المدير نظارته، همَّ أن ينطق لولا أن سبقه الآخر بحماسة مفرطة: «ادعوهم لآبائهم.. لآبااااااائهم.. فهمت؟ »