إنا لنعرف إنسانا عاش مغمور القدر بين هذه الجموع التي تعذبها حمى الأطماع فكان راضيا عن شأنه غير متبرم بمنزلته، بل بقي مستسيغا لفقره مستمرئا لبؤسه. ولم يكن له من وجوه الكسب إلا عمل غير ذي بال يأتيه بالكفاف، فقضى العمر في ذلك المجال الضيق الذي يفصل بين اليسر والعسر. وكان هذا الفيلسوف يشؤف على العالم من علو غرفته فيراه بحرا مائجا لا تستهويه كنوزه ولا تهوله مخاطره.
إنا لنعرف إنسانا عاش مغمور القدر بين هذه الجموع التي تعذبها حمى الأطماع فكان راضيا عن شأنه غير متبرم بمنزلته، بل بقي مستسيغا لفقره مستمرئا لبؤسه. ولم يكن له من وجوه الكسب إلا عمل غير ذي بال يأتيه بالكفاف، فقضى العمر في ذلك المجال الضيق الذي يفصل بين اليسر والعسر. وكان هذا الفيلسوف يشؤف على العالم من علو غرفته فيراه بحرا مائجا لا تستهويه كنوزه ولا تهوله مخاطره.