مقالات أدبية للأديب محمد صادق عنبر عماد الدين علي أدب عربي•خواطر و مقالات

أهلًا بك، إننا الآن على وشك التوغُّل في حديقة من البيان الرفيع، والفصاحة العالية، لا يقعُ طَرفُكَ وأنت تتمشى فيها إلا على لفظٍ هو الزهرة، ولا يتمشى في خاطرك بها إلا معنى هو عَبَقُها، في سَبكٍ تَرفُّ على جوانبه نسائمُ الأصالة، قد صنع هذه الحديقة عَقلٌ حكيم، ومزاجٌ ذوَّاق، ورُوحٌ شاعرة، ثلاثتهم في مجموعهم إذا قاموا قاموا شخصًا يسمى: محمد صادق عنبر. أديبٌ -على أنه وللأسف غير معروف بين أبناء أمته اليوم- هو بين أدباء الطبقة العالية (طبقةِ الرافعي والزيات وزكي مبارك والمازني وأضرابهم) الجوهرُ المُهَذَّب، والإبريزُ الناصع، قد شهدوا له بعلوِّ قِدحه في الأدب، وسموِّ أخلاقه وسجاياه.أتتني فكرة جمع مقالاته هذه بعد أن سألت عنه في أوقات متنائية بعض الأصدقاء بسياقات أدبية مختلفة، فكلما قلت لأحدهم: أتعرف أديبًا مصريًّا اسمه محمد صادق عنبر؟ تحزنني تلك اللاءُ التي أعلم يقينًا أنني سامعُها جوابًا.فتوكلت على الله وقَوْقَلْتُ، لست أريد معنى البحث في موقع قوقل وحسب، وإنما بالمعنى الذي ذكره ابن دريد في الاشتقاق، إذ يُقالُ: قَوقَلَ الرَّجلُ يُقَوقِلُ إذا دَخَلَ في الشيء وتوغَّلَ به، فأنا توغلت جدًّا في شبكة الإنترنت أبحث عن مقالاته بَحثَ شحيحٍ ضاع في التُّربِ خاتمُه، وأجمعها جمعَ فقيرٍ حَريصٍ زَبَرجَدًا منثورًا، فكان ما بين يديك الآن، وإن كان قليلًا فهو في ميزان الحقيقة كثير.