فيلسوف الضحك والبكاء : سيرة درامية ماهر زهدي تصنيفات أخري•أعلام وسير أميرة الحب و الأحزان•نعيمة عاكف : التمر حنة•شادية القمر الذي لا يغيب
يوميات سعد عباس 3 أجزاء•غنوة الأهلاوية - قصة حياة محمود الخطيب•نجوم على الهامش•المذكرات الكاملة فاطمة رشدى - الحب والفن والسياسة•بونهوفر - دروب الحرية•شهر في سيينا•الثقافة والمنهج•كنت مساعد هتلر في اللوفتفافه•كنت طيار هتلر .. طرت مع أقوى رجال الأرض•كنت سائق هتلر•كنت خادم هتلر•اسمها فلسطين
من الصعوبة التي قد تصِل إلى حدِّ المستحيل، أن تكتب عن عملاق الكوميديا وفيلسوفها نجيب الريحاني، باعتباره كان أو جزءًا من الماضي؛ لأكثر من سبب، قد يكون أهمها أنه لا يزال عَلامةً فارِقة، والمحطة الأهم في تاريخ الكوميديا المصرية والعربية، ويُعَد حدًّا فاصلًا لِما كان قبله وما جاءَ بعده، فربما اختارَ طريقَه في الحياة ممثلًا، غير أنه أبدًا لم يختَرِ الشكل الذي قدَّم به نفسه لجماهيره.فقد سلك الطريق التقليدي لأغلب فناني عصره، ودخل من الباب الأشهر والأكثر اتِّساعًا، والأكثر قَبُولًا عند جماهير زمانه، وهو باب التراجيديا، وحاول، بل واجتهد، أن يكون أحد فناني هذا الفن الأصيل، غير أن الجماهير التي وقف أمامها رأت فيه ما لم يرَه في نفسه، وجدت فيه ضالَّتها في رحلة البحث عن نموذج لكوميديان العصر، واختارته لهذه المهمة الشاقة، بل الأكثر صعوبة، لأنها مع شعب لا يتذوَّق النكتة فقط، بل ينتجها في كل لحظة.فاكتشف الريحاني ذلك، وكان من الشجاعة أن يرضخ لاختيار الجمهور، غير أنه أبَى أن يكتفي بأن يكون كوميديانَ عصره، وعمل على أن يكون كوميديان العصور التالية له كلها، فعمل على تطوير الكوميديا المصرية لأكثر من ثلاثين عامًا، منذ أن بدأ عمله الاحترافي في الفن في العام 1908، ابتداءً من الفصل المُضحك الأقرب إلى الكوميديا المرْتَجَلة، ثم الاستعراض والأوبريت، مرورًا بالكوميديا الهزْلية التي خصَّها بمغزىً أخلاقي واجتماعي جادٍّ، حتى وصل بها إلى الشكل الأكثر نضجًا من خلال كوميديا الموقف التي لا تزال معتمَدة إلى يومنا هذا.
من الصعوبة التي قد تصِل إلى حدِّ المستحيل، أن تكتب عن عملاق الكوميديا وفيلسوفها نجيب الريحاني، باعتباره كان أو جزءًا من الماضي؛ لأكثر من سبب، قد يكون أهمها أنه لا يزال عَلامةً فارِقة، والمحطة الأهم في تاريخ الكوميديا المصرية والعربية، ويُعَد حدًّا فاصلًا لِما كان قبله وما جاءَ بعده، فربما اختارَ طريقَه في الحياة ممثلًا، غير أنه أبدًا لم يختَرِ الشكل الذي قدَّم به نفسه لجماهيره.فقد سلك الطريق التقليدي لأغلب فناني عصره، ودخل من الباب الأشهر والأكثر اتِّساعًا، والأكثر قَبُولًا عند جماهير زمانه، وهو باب التراجيديا، وحاول، بل واجتهد، أن يكون أحد فناني هذا الفن الأصيل، غير أن الجماهير التي وقف أمامها رأت فيه ما لم يرَه في نفسه، وجدت فيه ضالَّتها في رحلة البحث عن نموذج لكوميديان العصر، واختارته لهذه المهمة الشاقة، بل الأكثر صعوبة، لأنها مع شعب لا يتذوَّق النكتة فقط، بل ينتجها في كل لحظة.فاكتشف الريحاني ذلك، وكان من الشجاعة أن يرضخ لاختيار الجمهور، غير أنه أبَى أن يكتفي بأن يكون كوميديانَ عصره، وعمل على أن يكون كوميديان العصور التالية له كلها، فعمل على تطوير الكوميديا المصرية لأكثر من ثلاثين عامًا، منذ أن بدأ عمله الاحترافي في الفن في العام 1908، ابتداءً من الفصل المُضحك الأقرب إلى الكوميديا المرْتَجَلة، ثم الاستعراض والأوبريت، مرورًا بالكوميديا الهزْلية التي خصَّها بمغزىً أخلاقي واجتماعي جادٍّ، حتى وصل بها إلى الشكل الأكثر نضجًا من خلال كوميديا الموقف التي لا تزال معتمَدة إلى يومنا هذا.