فن الحياة زيغمونت باومان الفلسفة الهوية - حوارات مع بينديتو فيشى•44 رسالة من عالم الحداثة السائلة•المجتمع الفردانى•أرواح مهدورة•التفكير سوسيولوجيا•الاخلاق في عصر الحداثة السائلة
الشبيهة•التعاطف والمشاركة الوجدانية•اشد الأوبئة فتكا•اعزف موسيقاك•حوار الصمت والظلال•الفلسفة الكلاسيكية:تاريخ الفلسفة بلا ثغرات (1)•دراسات في فلسفة الدين التحليلية•رشدية عصر النهضة وتوابعها: الفلسفة العربية في بواكير أوروبا الحديثة•ممارسة العلم في ضوء الفلسفة•المتسول و قصص أخرى•حيارى الطريق : رحلة الإنسان من الحيرة إلى البصيرة في العالم الحديث•تاريخ الخلود
ليست ملذّات الاسترخاء هي الوحيدة التي وُضعت على مذبح حياة مستعجلة وذلك من أجل توفير الوقت لمطاردة أشياء أخرى. أصبحت التأثيرات التي كنَّا نحقّقها في السابق بفضل براعتنا الخاصة وتفانينا ومهاراتنا المكتسبة بجدّية، متحقّقة الآن من خلال جهاز لا يتطلّب سوى حفيف من بطاقة الائتمان وكبسة زر، التأثيرات التي كانت تدخل السعادة على قلوب كثير من الناس وربَّما تعدُّ أمراً حيوياً لسعادة الجميع، قد ضاعت في الطريق سدى: أعنى الفخر بـالعمل الجيّد، بالبراعة والذكاء والمهارة، في مهمّة شاقّة تمَّ أداؤها، والتغلّب على عقبة لا تقهر. وعلى المدى الطويل، تُنسى المهارات التي يتمُّ الحصول عليها، والقدرة على التعلّم وإتقان مهارات جديدة، ومعها تذهب فرحة إرضاء غريزة الصنعة، تلك الحالة الحيوية لتقدير الذات، التي يصعب استبدالها، إلى جانب سعادة احترام الذات. من المؤكّد أنَّ الأسواق حريصة على تعويض الضرر الذي حدث، بمساعدة البدائل المصنوعة في المصنع للسلع التي تصنعها بنفسك ولم يعد بمقدورك أن تصنعها بنفسك بسبب ضيق الوقت وغياب الحماسة. حتّى المذاق المستساغ لطعام في مطعم أو بطاقات الأسعار المرتفعة والعلامات الدالة على المكانة الراقية التي يتمُّ وضعها على الهدايا المباعة في المتاجر، لن تعوّض قيمة السعادة بالسلع التي يراد تعويض غيابها أو ندرتها: أعني سلعاً مثل التجمّع حول طاولة محملة بطعام تمَّ طهيه معاً من دون نسيانه، أو الإنصات اليقظ المطول من قبل شخص ما لأفكارك الحميمة وآمالك ومخاوفك، وغيرها من الأدلّة المماثلة على الاهتمام المحب والمشاركة والرعاية.
ليست ملذّات الاسترخاء هي الوحيدة التي وُضعت على مذبح حياة مستعجلة وذلك من أجل توفير الوقت لمطاردة أشياء أخرى. أصبحت التأثيرات التي كنَّا نحقّقها في السابق بفضل براعتنا الخاصة وتفانينا ومهاراتنا المكتسبة بجدّية، متحقّقة الآن من خلال جهاز لا يتطلّب سوى حفيف من بطاقة الائتمان وكبسة زر، التأثيرات التي كانت تدخل السعادة على قلوب كثير من الناس وربَّما تعدُّ أمراً حيوياً لسعادة الجميع، قد ضاعت في الطريق سدى: أعنى الفخر بـالعمل الجيّد، بالبراعة والذكاء والمهارة، في مهمّة شاقّة تمَّ أداؤها، والتغلّب على عقبة لا تقهر. وعلى المدى الطويل، تُنسى المهارات التي يتمُّ الحصول عليها، والقدرة على التعلّم وإتقان مهارات جديدة، ومعها تذهب فرحة إرضاء غريزة الصنعة، تلك الحالة الحيوية لتقدير الذات، التي يصعب استبدالها، إلى جانب سعادة احترام الذات. من المؤكّد أنَّ الأسواق حريصة على تعويض الضرر الذي حدث، بمساعدة البدائل المصنوعة في المصنع للسلع التي تصنعها بنفسك ولم يعد بمقدورك أن تصنعها بنفسك بسبب ضيق الوقت وغياب الحماسة. حتّى المذاق المستساغ لطعام في مطعم أو بطاقات الأسعار المرتفعة والعلامات الدالة على المكانة الراقية التي يتمُّ وضعها على الهدايا المباعة في المتاجر، لن تعوّض قيمة السعادة بالسلع التي يراد تعويض غيابها أو ندرتها: أعني سلعاً مثل التجمّع حول طاولة محملة بطعام تمَّ طهيه معاً من دون نسيانه، أو الإنصات اليقظ المطول من قبل شخص ما لأفكارك الحميمة وآمالك ومخاوفك، وغيرها من الأدلّة المماثلة على الاهتمام المحب والمشاركة والرعاية.